اشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب الى ان ما يجري اليوم في بلادنا وفي العالم من احداث مؤلمة ومقلقة وما يعانيه الوضع الدولي من فوضى اقتصادية وصحية سببته جائحة كورونا، وعدم استقرار اجتماعي وسياسي وامني، وما تعانيه الانسانية من قهر وجوع وظلم ليست الا نتائج لهذه الحضارة المادية البائسة وقيمها اللاخلاقية واللانسانية الخالية من الروح التي امنت من وجود رقيب وحسيب عليها، مما يجعلها تتصرف بكل جرأة وقسوة طالما انها ترى ان ذلك يحفظ لها هيمنتها على الموارد الاستراتيجية التي تهيء لها اخضاع الآخرين وتؤمن ديمومة سيادتها وتمنع نشوء أي قوة تنازعها قوتها وهيمنتها وسيطرتها او تشاركها ذلك او تحد منها.
ولفت الخطيب في رسالة الجمعة، الى ان المشهد المؤسف الذي اظهره بعض الاطراف السياسية اللبنانية يوم امس في مجلس النواب اللبناني نتيجة الحسابات الفئوية الخاصة وكأن لبنان يعيش في وضع طبيعي والمواطنون اللبنانيون يعيشون حياة طبيعية وفي بحبوبة، ان هذا المشهد المؤسف يظهر لنا مستوى الانحدار في تحمل المسؤولية ففي الوقت الذي يجب اظهار الجدية في العمل من اجل حل معاناة اللبنانيين والاسراع في ايجاد التشريعات الضرورية للإصلاح، راينا التمثيليات والمحسوبيات والمناطقية والطائفية والزبائنية لذلك نقول لهم: اخجلوا من تصرفاتكم يا من اوصلتم البلاد الى الإفلاس والناس الى الجوع وتصرفوا بمسؤولية حتى يستعيدوا احترامكم امام العالم، فالناس تنتظر الاصلاحات بفارغ الصبر ورغم الوصول الى بعض الانجازات التشريعية الا ان موضوع قانون العفو المنصف يتم التعاطي معه بطريقة غير وطنية وغير انسانية وخارج كل منطق سليم. انه نفس المنطق الذي ادى الى خراب البلد والى الوضع المذري الذي يعيشه المواطنون، جربوا ولو لمرة واحدة ان تتعاطوا بشكل وطني لائق يا من شوهتم المفاهيم الوطنية.
واكد سماحته ان لبنان الوطن النهائي لجميع بنيه، والموحد في أرضه وشعبه ومؤسساته من الثوابت والمسلمات الوطنية التي لم ولن نسمح لاحد بتجاوزها تحت اي عنوان؛ من هنا فإننا نرفض بشدة اي دعوة تستبطن التقسيم ونشجب كل فعل يهدد وحدتنا الوطنية وعيشنا المشترك وسلمنا الاهلي. كما، ونرفض اي عفو عن قاتل او مجرم اقترفت يداه فعل خيانة بحق الوطن بمكوناته من شعب و جيش وقوى الأمنية ومقاومة؛ فهذه المعادلة يجب أن تكون حاضرة في تشريع اي قانون يتعلق بالعفو؛ ولاسيما أن لبنان مستهدف من المشروع الصهيو أميركي الذي أنتج لنا أدوات عملية ارتكبت مجازر وجرائم لا يعفي عنها مرور الزمن؛ فالارهاب التكفيري والصهيوني وجهان لعملة واحدة هدفها تدمير لبنان من خلال القتل والتشريد والقهر واخضاعه لمشاريع خارجية، وذاكرتنا لا تزال تختزن من الصور المرعبة والمؤلمة التي اقترفتها هذه الأدوات الخائنة بما لا يمكن إزالتها ونسيانها؛ ودماء الشهداء والجرحى اقوى واغلى من كل المصالح الضيقة لأنها صاحبة الفضل في وجود لبنان المحرر والمستقر.
ولفت الى ان لبنان امانة في اعناقنا جميعا، ومسؤوليتنا الدينية والأخلاقية والوطنية ان نحافظ عليه بحفظ شعبه ووحدته وسيادته واستقراره، وعلينا ان لا نتوانى عن توخي كل الوسائل وبذل كل الجهود التي تحفظ استقراره وتسهم في ازدهاره وتقدمه، من هنا فاننا نشدد على دور المؤسسات وتعاونها وتفعيلها خدمة لمصالح لبنان وشعبه.