قد لا تخرج الى العلن مجريات الايام والساعات الاخيرة التي سبقت وتسبق الاعلان عن التمديد الاخير والنهائي والمتوقع حتى الساعة، لمفتي طرابلس الممدد له الشيخ مالك الشعار لولاية جديدة، ولكن هذه المرة مع إقرانها بإنتخاب لمفت جديد كما تؤكد اوساط علمائية سنية بارزة وواسعة الإطلاع لـ"الديار"، وهو أمر لن يحدث طالما ان الشعار على قيد الحياة وأطال الله بعمره طبعاً وبعمر كل اللبنانيين من دون استثناء. وهذا القرار بالانتخاب لمفت جديد هو بيد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وهو من يحدد توقيته فقط.
وتكشف الاوساط ان منذ انتخابات المجلس الشرعي الاعلى والتي صدرت نتائجها منتصف تشرين الاول الماضي، والعين على معركة الافتاء في طرابلس والشمال وسط معارضة سنية واسعة لبقاء الشعار والذي مدد له من 31 كانون الاول 2019 حتى أخر ايار الجاري.
وتؤكد الاوساط ان المعلومات المتداولة على مستوى ضيق في طرابلس وفي مجالسها الخاصة تقول ان الشعار هو مرشح الرئيس سعد الحريري "الدائم"، ويدعمه في قراره الرئيس فؤاد السنيورة والدكتور رضوان السيد كما يؤيده كل من السفيرالسعودي والسفير الاماراتي وكثير من اعضاء المجلس الشرعي.
بينما يعترض على بقاء الشعار الشارع الطرابلسي، والشمالي السني بغالبيته، اذ لا قاعدة شعبية مؤيدة للمفتي لا بالمصلحة ولا حباً بشخصه. والشواهد على ذلك التظاهرات ضده وهي كثيرة منذ ثورة 17 تشرين الاول وحتى الامس كان هناك تظاهرة شعبية رافضة للتمديد للشعار.
وتكشف الاوساط ان المفتي دريان ليس مع التمديد للشعار، ويتردد انه يؤيد مظهر حموي والذي طرح نفسه كمرشح لإفتاء طرابلس، اما النائب فيصل كرامي فطرح سمير كمال الدين اما الرئيس نجيب ميقاتي فيطرح بلال بارودي.
وتقول الاوساط ان المفتي دريان ورغم كل الاعتراضات على التمديد للشعار (وهو امر لا يحبذه دريان ضمنياً)، لكن مقربين من المفتي دريان ينقلون عنه انه لن يعادي المرجعية السنية الاكبر في لبنان اي الحريري، رغم انه على مسافة واحدة من كل القوى السنية الاخرى وان كان يقترب "نكزة" اكثر الى بيت الوسط.
وتلفت الاوساط الى ان قرار دريان بالتمديد للشعار سيصدر خلال فترة بسيطة قد تكون ساعات او يومين بالاكثر لان مهلة التمديد تنتهي ليل الاحد. وقرار التمديد هذا يلغي القرار السابق لدريان وينسف قراره السابق الذي نصّ فيه على تولي أمين الفتوى في طرابلس، الشيخ محمد إمام، مهام مفتي طرابلس إلى حين إجراء انتخابات مفت أصيل
وعن التداعيات السياسية والشعبية لقرار التمديد للشعار، تؤكد الاوساط ان قرار الحريري مستغرب وهو يقول انه لا يمكنه ان "يخرج" من الشعار، طالما هو حي واطال بعمره ولكنه ملتزم ببقائه في فتوى طرابلس ولن يُسّلم الشمال الى خصومه او سُنة 8 آذار وسوريا وايران!
في المقابل تقول الاوساط ان الحريري ينتحر شعبياً وسياسياً بهذا القرار، فكما فرض ديما جمالي على الشارع السني وجمهور "المستقبل" واصر عليها في عمليتي الانتخاب قبل الطعن بنيابتها وبعده، اصر عليها، وتقول ان هناك من نصح الحريري من بيت "المستقبل" الشمالي كالنائب سمير الجسر بأن يعدل عن قرار التمديد للشعار، تجنباً لمزيد من الخسائر الشعبية وعدم معاندة المزاج السني وجمهور تيار "المستقبل" تحديداً والمزاج الطرابلسي عموماً. ولا سيما جمهور ثورة 17 تشرين الاول الذي يراه امتداداً لسلطة فاسدة ولم تقدم شيئاً لطرابلس والشمال.
وتلمح الاوساط الى ان خصوم الحريري ومنافسيه كميقاتي و"تيار الكرامة" ككرامي وسُنّة 8 آذار يستفيدون مرة جديدة من اخطائه السياسية وادارة ظهره للمزاج السني في طرابلس ويخطىء خطأ جمالي مرة اخرى.
وتشير الاوساط الى ان ميقاتي هدد بأنه سيقاطع اجتماعات رؤساء الحكومات السابقين اذا سار الحريري بالشعار مرة جديدة ، وهو امر يضعضع الحضور الطرابلسي لمصلحة خصومه في المدينة.
وتقول الاوساط ان الساعات 48 المقبلة كفيلة بتبيان الامور، فإذا مضى الحريري ونجح في الضغط على دريان لاصدار "التمديد المفتوح" للشعار حتى الممات، فإنه سيكون هناك وفق الاوسط رد فعل صاخب من الشارع الطرابلسي تجاه الشعار وتجاه الحريري ودار الفتوى.