أسف المطارنة الموارنة في بيان بعد اجتماعهم الدوري برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لعودة الخطاب السياسي إلى التشنج ورفع السقوف، بحيث تخطى في بعض مناحيه حدود الميثاق الوطني وصيغة العيش المشترك والحكم. وإذ يتبنى الآباء المواقف المتتالية التي أعلنها صاحب الغبطة بهذا الشأن، ودعوته المستمرة إلى عمل جميع الأطراف على صيانة فرادة لبنان في محيطه، وإلى اتخاذهم الحوار البناء سبيلا إلى إحقاق الحقوق تحت سقف الميثاق الوطني والدستور والقوانين المرعية، فإنهم يدعون إلى التزام الثوابت الوطنية التي توجبها مصلحة البلاد، وإلى إعلاء المصلحة العامة على أي مصلحة خاصة أو فئوية، لا سيما أن البلاد في أمس الحاجة إلى إحلال مناخات من الهدوء في التخاطب، وسط ما تعانيه على صعد السياسة والمال والاقتصاد والمعيشة والصحة.
وفي إطار طلب تمديد مهمة القوات الدولية في الجنوب، رحِّب الآباء بتجدد الدعوة الحكومية إلى تنفيذ قرار الشرعية الدولية 1701. وطلبوا تأمين استمراريةٍ رسمية للمطالبة بذلك على مستوى المنظمة الدولية والعواصم المعنية. فمن شأن ذلك إراحة الوضعَين الإقليمي والمحلي، والدفع في اتجاه ترسيخ الحل الدبلوماسي لمشكلة الحدود الجنوبية.
وثمن الآباء الدفع الجديد في قرار الحكومة إقفال المعابر غير الشرعية على حدود لبنان الشرقية والشمالية. ويتمنون أن يكون هذا الإقفال خاتمة للنزف الاقتصادي الذي زاد إلى حد كبير من معاناة الاقتصاد الوطني، فلا يعود ليخضع لضغوط تحول دون إحكام الجيش والقوى الأمنية إقفال منافذه في شكل نهائي وفعال.
وأسف الآباء لأعمال العنف الميداني والكلامي التي سادت أخيرا في منطقة لاسا، من خلال محاولة منع المزارعين من استثمار أراضي الأوقاف المارونية هناك الممسوحة نهائيا، في إطار الاستعمال الخيري والمجاني. وأكدوا الموقف الذي عبر عنه سيادة النائب البطريركي المطران أنطوان نبيل العنداري في هذا الشأن، متوقعين أن تسفر الاتصالات عن احترام الحقوق العقارية والمواطنية، وعن اعتماد لغة القانون في بت التعدي القائم.