اشار وزير البيئة دميانوس قطار في بيان لمناسبة "يوم البيئة العالمي"، الى اننا "نحيي في لبنان كما في العالم في الخامس من حزيران من كل سنة "يوم البيئة العالمي"، الذي كرّسته الامم المتحدة منذ عام 1972 في ذكرى افتتاح مؤتمر ستوكهولم للبيئة البشرية، ليكون نقطة تحوّل في تطوير السياسات البيئية الدولية، وفي صياغة رؤية اساسية مشتركة حول كيفية مواجهة تحدّي الحفاظ على البيئة البشرية وتعزيزها". ونحتفل هذه السنة بـ "يوم البيئة العالمي" تحت شعار "حان وقت الطبيعة"، وكم نحن بأمسّ الحاجة للحفاظ على طبيعة وطن الأرز والمساحات الخضراء التي تشكّل ثروة لبنان الأخضر. وقد عملنا في وزارة البيئة على إستكمال كل الجهود لصون محمياتنا الطبيعية وزيادة عددها بحيث اصبح لدينا 17 محمية طبيعية ، إذ صدر في 8 ايار 2020 القانونان رقم 169 و170 القاضيان بإنشاء محميتين طبيعيتين في النميرية – النبطية وشاطىء العباسية – صور، ويتم العمل على إنشاء 5 محميّات طبيعية جديدة".
اضاف البيان "إننا نعتبر المحميات الطبيعية جزءاً من وجه لبنان الحضاري والجميل ، كما أنها محفّز للاقتصاد والتنمية الريفية والسياحة البيئية في المناطق.وسبق لوزارة البيئة في مناسبة اليوم الوطني للمحميّات في 10 آذار الفائت، أن أطلقت هاشتاغ "محمياتنا_حياتنا" لزيادة الوعي حول الارث الطبيعي الذي تمثّله هذه المحميات وموقعها الاستراتيجي في حماية التنوع البيولوجي. فوزارة البيئة تولي اهتماماً خاصاً بمسألة التنوع البيولوجي ، خصوصاً في ظل ما عصف بالعالم أخيراً من حرائق في البرازيل والولايات المتحدة الاميركية واوستراليا ولبنان ، والاوبئة المرضية وخصوصاً جائحة " كورونا ".إن حماية التنوّع البيولوجي ضرورة ملحّة للحياة البشرية التي يعتمد بقاؤها على النُظُم البيئية المستقرة والصحية، ونستفيد من مناسبة " يوم البيئة العالمي " لنسلّط الضوء على ضرورة حماية الانواع النباتية والحيوانية واتخاذ اجراءات هادفة وعاجلة بالتعاون الدولي ، في وجه التعدّيات والجرائم المنظّمة بحق البيئة لجعل العالم على المسار الصحيح نحو مستقبل أكثر استدامة".
ولفت الى ان "هذا التعاون الدولي مع لبنان ظهر بعد العدوان الاسرائيلي في تموز 2006 الذي إستهدف خزّانات النفط في الجيّة ، وأدّى الى تسرّب نفطي هدّد بيئتنا البحرية وأساء الى التنوع البيولوجي.وقد نجحنا بمساعدة شركاء دوليين في معالجة التلوّث النفطي ، ولكن يبقى التعويض المنصوص عليه في قرارات الجمعية العمومية للامم المتحدة حقاً للبنان على اسرائيل التي لم تدفع المبالغ المتراكمة المستحقة عن تلويث المياه البحرية بقيمة ٨٦٥ مليون دولار ، وهذا الحق لن نتنازل عنه".
ولفت الى انه "مرة جديدة إن شعار " حان وقت الطبيعة " يحفّزنا أكثر للتشديد على اهمية التوازن في الطبيعة، ومكافحة الجرائم البيئية، والتنبّه الى الصيد الجائر وملاحقة المخالفين. فمن الضروري التقيّد بالمواسم والمواعيد التي تسمح فيها وزارة البيئة بالصيد، مع الالتزام بالانواع والكميات المسموحة، وعدم قتل الطيور المهاجرة أو تلك المهدّدة بالانقراض في كل الاوقات، واحترام التزامات لبنان تجاه الاتفاقيات الدولية المصدّقة من قبله.وإننا في هذا اليوم مدعوون الى تربية أجيالنا على سلوكيات تدافع عن البيئة، وترفض ممارسات خاطئة بحق الطبيعة".
وشدد على إن "الحفاظ على الطبيعة هو في التواضع والعودة الى الجذور الانسانية والايمان بوجود كائنات حيّة أخرى نتشارك معها العيش على الارض. وبحسب العالم البيولوجي تشارلز داروين "إن البقاء ليس للأكثر ذكاءً والأكثر قوة بل للأكثر تكيّفاً وتأقلماً".نأمل أن يتخّذ العالم عبرة من الوضع المستجدّ الذي فرضه وباء "كورونا" لإعادة التفكير في المشاكل البيئية التي تواجه العالم ، والدفع أكثر نحو اتباع نهج بيئي جديد يساهم في حل العديد من التحدّيات البيئية في المستقبل القريب بهدف حماية موارد لبنان الطبيعية وتأمين حياة نوعية للاجيال اللبنانية ، حاضراً ومستقبلاً".