كما حصل امام قصر العدل منذ ايام وفي اول تحرك لمجموعات طالبت بتنفيذ القرارات الدولية وسحب سلاح المقاومة في الشارع، لبنان اليوم على موعد مع تظاهرتين الاولى ستكون عنوانها نزع السلاح وستكون خجولة وضعيفة بعد تشرذم العديد من الجهات التي دعت اليها، والثانية ستكون كبيرة وحاشدة وهي الانطلاقة الاولى لعودة تحالف 8 آذار و"حزب الله"، ومتى نزل هذا التحالف الى الشارع لم يخرج منه الا بعد تحقيق المطالب كما قال يوماً الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.
ومن هذا الكلام تنطلق اوساط قيادية في هذا التحالف. وتقول ان تظاهرة السبت والتي دعت اليها العديد من القوى الشبابية التي تشارك ليست منتمية الى 8 آذار بالمعنى التنظيمي، ولكنها ليست ايضاً مع حرف المطالب الشعبية نحو السلاح في توقيت مشبوه، وينسجم مع مناخ عربي ودولي معادي للمقاومة ويتحرك على ايقاع واجندة اميركا وإسرائيل.
وتؤكد الاوساط ان التظاهرة غداً ستكون "البروفة" الاولى، ورسالة لكل من يريد العبث بالشارع وتحويله الى تنفيذ اجندات مشبوهة ومطية لبعض الجهات الداخلية التي تراهن على حرب اميركية- اسرائيلية او اسرائيلية كاملة في الوقت نفسه على لبنان وسوريا و"حماس". وفي ظل الانشغال العالمي بأزمة "كورونا" وانعكاساته الاقتصادية وما خلفته من نتائج كارثية على كل البنى الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية للدول.
وتشير الى ان التظاهرة الثانية ستكون صباح الاحد امام "وكر عوكر"، وهي منظمة بالكامل من تحالف احزاب 8 آذار وا"حزب الله" وهي موجهة الى الولايات المتحدة الاميركية وسفيرتها التي تجول محرضة ومخربة وستطالب بطردها وباغلاق هذا الوكر التجسسي التخريبي.
وتلفت الاوساط الانتباه الى ان هذا التحالف يتحرك اليوم على خطين بعد تكشف كل خيوط الحملة المركزة الجديدة على المقاومة وسلاحها، اكان على المستوى الامني او السياسي.
على المستوى الامني ويتم التحرك عبر تحصين المراكز الحزبية والقوى وتحركات الصف الاول من القيادات في التحالف ولا سيما في المقاومة بالاضافة الى تعزيز الاجراءات الامنية الاحترازية في كل المناطق واستنفار الجهاز الامني والعسكري للمقاومة تحسباً لاي اغتيالات او تفجيرات ارهابية وحتى اي اعتداء اسرائيلي خاطف.
وتلمح الى ان هناك اجواء وانطباعات وتسريبات اكثر منها سيناريوهات او معلومات كاملة ومفصلة ولكن ربط المعطيات وتشبيكها يشير الى ان ما يجري في الشارع وسينطلق اليوم، سيتكرر بمظاهر وتحركات اخرى وتحت عناوين مختلفة تصب كلها في نهاية المطاف في شيطنة "حزب الله"، وتحالفه مع سوريا وايران وزجه في خضم الازمة الاقتصادية والمالية وانه المسبب لها وبسبب السلاح والتحالف مع سوريا وايران، لبنان محاصر وهو في ازمة اقتصادية ومالية.
وتقول الاوساط ان ما يجري اليوم مشابه لمناخ العام 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ولكن الفارق الوحيد ان اميركا والعالم لم يكونوا في خضم طوفان "كورونا". ولبنان لم يكن في حالة انهيار وافلاس مالي مشابه. وتضيف هذه الاوضاع ككل من جهة ستفاقم الهجمة على لبنان و"حزب الله" ومن جهة ثانية ستمكن المقاومة وحلفاؤها ومحور المقاومة من مواجهة الهجمة الثلاثية الاميركية- الاسرائيلية – الخليجية.
وعلى المستوى السياسي، تؤكد الاوساط ان المواجهة ستكون من داخل الحكومة لوقف اي تأُثير غربي واميركي على الحكومة وقراراتها ولا سيما المتعلقة بشروط اميركية – اسرائيلية مفخخة من خلال صندوق النقد الدولي او من خلال قانون "قيصر" والعقوبات التي ستطال لبنان في حال لم يلتزم بالقانون او استمر في ان يكون حليفاً طبيعياً وواقعياً بفعل التاريخ والجغرافيا لسوريا وبالتالي عدم الالتزم به او "لكشه" ومهما يحصل يحصل لن يجري اكثر من الذي جرى وتختم ان خيار المواجهة دائماً هو خيار متقدم على خيار الاستسلام او المهادنة المذلة. وبالتالي لن يكون هناك اي تنازلات امنية او سياسية او عسكرية للمقاومة وحلفاؤها في لبنان والمنطقة.