مر أكثر من قطوع أمني وسياسي وفتنوي في اليوم الاول من تظاهرة التآمر على سلاح المقاومة بسلام من الناحية البشرية، وكذلك من الناحية المذهبية ولا سيما بعد نبش تصريحات لموتورين وغوغائيين ومتهورين تطال السيدة عائشة والصحابة وهو امر متفق على ادانته سنياً وشيعياً ويرقى الى الجريمة التي يعاقب عليها القانون الجزائي وكذلك تعتبر تحريضاً وفتنة والمس بالمقدسات والرموز وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية. اما دينياً فهناك اجماع من مراجع الطائفة الشيعية الدينية في لبنان والخارج على رفض السب والقذف اكان من جهة الصحابة والخلفاء الراشدين والسيدة عائشة وزوجات النبي. ويرقى هذا الجرم الى درجة الكبائر والقتل في الجانب الديني والقرآني، فـ"الفتنة اشد من القتل".
وتؤكد اوساط بارزة في تحالف "حزب الله" و8 آذار ان هذه الاجواء كانت حصيلة اتصالات سريعة جرت على اعلى من مستوى امس الاول وهي ستستكمل بجلسة حزبية اليوم لقيادات معينة في التحالف لبحث التداعيات وكيفية المعالجة ومناقشة ما توفر من معطيات امنية وسياسية لدى الاجهزة الامنية.
وتقول الاوساط ان الاتصالات سارت على مستويين: الاول رفع الغطاء عن اي مخل بالامن او كل من يخوض في اشكال مسلح او غير مسلح من غير الحزبيين، اما الحزبيين فهناك قرار تنظيمي لا سيما من الثنائي "حزب الله" و"حركة امل" بالانضباط وعدم المشاركة في اي اعتصام او اشكال تحت طائلة الفصل والملاحقة القضائية ورفع الغطاء عن المرتكب فوراً.
وايضاً الاتصال بقيادة الجيش والقوى الامنية التي تحركت سريعاً ولا سيما الجيش والذي نجح في لملمة الاوضاع والانتشار بكثافة في محاور "التماس" وحيث اندلعت بعض المناوشات.
اما على المستوى السياسي، تشير الاوساط الى ان التنسيق السريع افضى الى اصدار بيانات متزامنة ومتتالية من "حزب الله" والمجلس الشيعي ودار الفتوى و الرئيس سعد الحريري والذي ساهم في تنفيس الاحتقان الذي اراد من يقف وراء من نبش الفيديو القديم ان يؤدي الى فتنة سنية – شيعية والى ردة فعل مسلحة وعنيفة في بيروت والمناطق ولا سيما بعد قطع الطرق واستفزاز العابرين من الطائفة الشيعية والتعرض لمقدساتهم وسياراتهم على الاوتوستراد الساحلي واسماء هؤلاء باتت في عهدة الاجهزة الامنية للملاحقة القضائية والمحاسبة السريعة.
وتشير الاوساط الى ان جهود التهدئة التي بذلت ورست ايضاً الاتصالات على الغاء تظاهرة عوكر صباح امس منعاً من استثمارها من قبل مخربين ومندسين او لحرفها الى مكان آخر او القيام بتظاهرة اخرى في مكان آخر، فكان اجماع على تأجيلها لحين تنفيس الاوضاع وتهدئتها.
اما ما جرى عصر ومساء امس الاول في ساحة الشهداء والمنطقة المحيطة بالتظاهرة التي كانت منقسمة بين سلاح المقاومة وبين حراك 17 تشرين الاول، والذي انسحب ناشطوه عند بدء الاشتباكات بين الجيش والمخربين المندسين.
وتؤكد الاوساط ان فريقنا تابع بعناية كل المعلومات التي تحدثت عن مجموعات الشغب والتخريب فتم توقيف بعضها والبعض الآخر تحت الرصد.
وتشير الى ان جمهور المقاومة ولا سيما "حزب الله" و"حركة امل" تحرك بعضه من تلقاء نفسه والبعض الآخر شعر بإهانة الشهداء والسلاح وخصوصاً من منطقة زقاق البلاط والخندق الغميق.
وتقول ان قيادة فريقنا راضية عن جمهورها الذي نزل الى ساحة الشهداء ورياض الصلح وجسر الرينغ وتفاوض مع الجيش والقوى الامنية واوصل رسالته ان المقاومة ليست لوحدها وان جمهورها واسع واكدوا للغرب واميركا واصحاب المشروع الفتنوي ان خيار المقاومة هو خيار وطني واسع وليس محدود او بلا غطاء شعبي. وان فئة الغوغائيين المأجورين وهي قلة قليلة عبرت عن العنوان العريض لمشروع طويل الامد وهو يطال السلاح والمقاومة.
وتكشف ان الشبان الذين نزلوا لم يمكثوا الا وقتاً قليلاً وتجاوبوا مع القوى الامنية وانسحبوا من الساحة تلبية لنداءاتها وهم ليس لديهم مشكلة مع اي احد ولا مع القوى الامنية.
وتؤكد الاوساط ان ليس لفريقنا مصلحة او لاي لبناني في زج شارعين في مقابل بعضهم البعض او لسقوط قطرة دم واحدة في الشارع.
وتلمح الاوساط الى ان المجموعات التابعة لبهاء الحريري ونبيل الحلبي واشرف ريفي هي من قامت بالشغب كما تعاملت القوى الامنية بالحد الادنى مع الشدة معهم منعاً لسقوط اي قطرة دم او سقوط ضحايا من المشاغبين.
وتلفت الى ان التجاوب مع حملات نزع سلاح المقاومة لم تكن كما اراد هؤلاء وكان التجاوب ضعيفاً رغم تفخيخ الحاضرين من الشمال ومن المجموعات التابعة للحلبي وبهاء الحريري وريفي ببعض الوجوه الناضجة والتي تتجاوز الـ60 عاماً للايحاء بأن هذا المطلب مطلب شعبي واسع وانه ينم عن خبرة ودراية من شخصيات ناضجة.