شددت ​مجموعة الأزمات الدولية​ في ​تقرير​ لها على أن "​الأزمة​ الاقتصادية الراهنة التي يشهدها ​لبنان​ غير مسبوقة في تاريخ البلاد"، منبّهة إلى أن "لبنان يحتاج إلى ​مساعدات​ خارجية ملحّة لتفادي أسوأ العواقب الاجتماعية".

وأوضحت أنه "من أجل الحصول على تمويل جديد وتجنب الأسوأ، يتوجّب على لبنان تسريع المفاوضات مع ​صندوق النقد الدولي​ بشكل عاجل"، مشيرة الى أنه "إلى حين توفر دعم دولي أكبر، قد تحتاج الجهات المانحة الخارجية إلى زيادة مساعداتها الإنسانية لمساعدة اللبنانيين الأكثر تأثراً بالأزمة".

ونبّهت إلى أنّه "على الجهات المانحة في المقابل أن تركز على الجهود الهادفة إلى استئصال ​الفساد​ والمحسوبية"، مذكرة بأنّه "للحصول على دعم المانحين الدوليين، اعتادت الحكومات اللبنانية البدء بإصلاحات مؤسسية، إلا أنها لم تجعلها ملموسة قط".

ولفتت الى أنه "يتعيّن على الحكومات المقبلة إجراء إصلاحات فعليّة لإعادة النظام المالي والاقتصادي إلى الوضع السليم"، معتبرة أنه "يمكن لأي تغيير بنيوي مماثل أن يضع حداً للنموذج السياسي، حيث تعمل الزمر الفاسدة والتي تخدم ذاتها، على الاستيلاء على موارد ​الدولة​ والممتلكات العامة وإعادة توزيعها".

ورأت المجموعة أن "قدرة الطبقة السياسية على الإشراف على هذا التحول هي موضع شكّ كبير، كونه يسحب البساط من تحت أقدامها"، مؤكدة أنه "من الصعب جداً تصوّر أنهم سيفعلون ذلك ما لم يجد ​اللبنانيون​ الذين خرجوا إلى الشوارع منذ تشرين الأول 2019 أساليب لممارسة ضغط مستمر على المؤسسات السياسية في البلاد".