لم تكن بيانات الشجب والاستنكار والتي صدرت عن "لثنائي الشيعي" والمرجعيات الدينية السنية والشيعية والسياسية وحدها من طغت خلال توتر الاوضاع ليل السبت الاحد، بل توقفت اوساط سياسية بارزة في 8 آذار عند لقائي النائب السابق وليد جنبلاط بالرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، وقبلها بيوم رعى جنبلاط ممثلاً بنجله النائب تيمور مصالحة بلدة الفوارة الشوفية، حضره نواب الشوف عن القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وتيار المستقبل والمطرانان وليد العمار وايلي حداد وعدد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز.
واتى لقاء الفوارة ليطوي صفحة التوتر بين "الاشتراكي" و"التيار" على خليفة إذاعة "الجبل" المسيحية او اذاعة "دير القمر" والتي نبشت ذكريات مؤلمة من الحرب الاهلية وحرب الجبل. مما دفع بوليد جنبلاط لزيارة الرئيس ميشال عون في بعبدا والإتفاق على حل للمسألة برعاية وسيطين احدهما النائب فريد البستاني.
وتكشف اوساط بارزة في "الحزب التقدمي الاشتراكي"، ان زيارة جنبلاط الى عين التينة ولقائه بري وإستقباله الحريري في كليمنصو لتحصين الاستقرار وإبعاد الفتنة. وتنفي الاوساط اي بحث في مسألة تغيير الحكومة وجنبلاط ضد اي تغيير حكومي راهناً لانه مغامرة غير محسوبة.
وتقول الاوساط ان كل ما يحكى عن تأييد جنبلاط لبهاء الحريري عار من الصحة، وسعد الحريري بعد لقاء كليمنصو بقي على مائدة العشاء لتأكيد متانة العلاقة الشخصية والسياسية بين الرجلين.
وتؤكد الاوساط ان اللقائين ركزا على احتواء الفتنة بموازاة البحث في مخارج الأزمة الاقتصادية والاجتماعية. وتم التشديد على ضرورة الحوار بين القوى السياسة مع التأكيد على المطالب المحقّة للناس التي كان رفعها الحراك في 17 تشرين الأول الماضي.
وتشدد على ان ليس لجنبلاط اليوم مشروع خاص او هدف الا تحصين الجبل والاستقرار في لبنان. لان اي توتر او حرب او فتنة ستطال الجميع ولا احد مستثنى منها. وتقول ان جنبلاط يدعو ويصر على ان لا بديل من الواقعية والحوار لحل المشكلات.
في المقابل تؤكد اوساط بارزة في 8 آذار ان ما يحكى خلف الكواليس عن مطالبة بدعوة الى حوار اقطاب في بعبدا برئاسة عون فكرة يحكى عنها منذ يومين ومرحب فيها وتحالف "حزب الله" و8 آذار مع اي حوار من اي نوع كان، اذا كان هدفه الوصول الى حلول وانقاذ للبلد ولا مانع ان يكون للاقطاب او رؤساء الكتل وحتى الامناء العامين للاحزاب.
وتؤكد ان الاتصالات الحكومية والنيابية والسياسية تجري بين مختلف القوى والاطراف المعارضة والموالية، وفي اليومين الاخيرين كان هناك قلق حقيقي مما يجري والكل يسأل عن الجهات او الاطراف التي تقف وراء ما حدث نهار السبت وليل السبت.
وتقول الاوساط ان مأخذ تحالفنا السياسي والحزبي ان التحركات التي تجري عادة في الازمات ولا سيما ما قام به جنبلاط وكذلك الاستيعاب السياسي السني- والشيعي لفتنة السبت الاسود، لا يجب ان يبقى في إظهار حسن النوايا او الرغبة بالتهدئة والاستقرار بل المطلوب مبادرة متكاملة يكون فيها تحصين الوضع الاجتماعي والاقتصادي حاضراً.
وتشير الاوساط الى "قطبة مخفية" في الاجراءات الاستباقية التي كان يجب ان تتخذ بعد توفر معلومات عن مخربين، كما تلفت الانظار الى وجود معلومات عن سيناريو لتظاهرات يومية متواصلة في منطقة الشمال وطرابلس واعتماد يومي السبت والاحد من كل اسبوع لتظاهرات
كبيرة في بيروت وان يرفدها مشاركون من المناطق اللبنانية كافة.
وتلفت الاوساط الى ان التوتر الميداني في الشارع سيبقى محدوداً ولكن هناك تخوف من انفلات اقتصادي ومالي من بوابة بدء تطبيق قانون "قيصر" على سوريا وربطه بلبنان لجهة تدهور سعر صرف الدولار وغلاء الاسعار.