كثيرة هي السنوات المظلمة، والشهور المروعة، والأسابيع المخيفة، والأيام الدامية، والساعات القاتمة، وهذه هي الصور الدموية، التي يريدها أعداء المساكين والمحرومين، استمرارها في أرض الصمود والتحدي، ارض الكرامة والحرية، التي فرحت عندما تنفست الصعداء، بزوال طاغيتها الأهوج، ولكن إبتلينا بمَنْ هو أسوأ وأفتك !.
الأسئلة تفور في محاولة الخروج من حقيبة القلب الموجوع، لتطرح كلماتها وبقوة: الى أين نحن متجهون؟ هل من عجاف القمع الى سمان الدم؟! في زمن إختارته قوى الشر والإرهاب، وقرروا الإتحاد بقوة مع الفاسدين واللصوص، فقد إتفقوا ليرسموا ظلامًا في كل مكان؟ أين أنتم أيها الساسة؟ أنائمون أم مستيقظون من الفجيعة؟ هل ترون ما ثمن الفوضى والفساد الذي أحدثتموه، إنها أنهار من الدماء والأشلاء؟ انها مساحات من الدمار والخراب، والقادم ادهى وأغرب، ألا بئس ما تفعلون.
اختيار الكلام أصعب من تأليفه، فأي كلمات يمكن أن تكتبها أقلامنا؟ وهي تئن ألمًا وحزنًا على الأبرياء، من أبناء بلدي الجريح، الذين لا ذنب لهم، إلا لكونوا وقودًا لنيران فسادكم وسكاكين غدركم، ولم يبقِ سوى الجراحات، والآلام المنتشرة في البيوت والأزقة، والأرصفة والمدن.
مرارًا وتكرارًا قلنا أنتم لم تكونوا عونًا لنا، بل كنتم المرض الذي عاش وتربى في اجسادنا، حتى ادمنا عبثكم وخبثكم، وصدقنا كذبكم ونفاقكم.
ختاماً: إنهم قطيع من الضباع، استسهلوا سرقة غنيمة من فك الأُسود، حتى أمسى المواطن يعاني العوز، والمسؤول يحقق الفوز، والطغاة يحاولون تغيير الشعوب، بدلاً من تغيير أفكارهم أو قوانينهم، لَكَ الله يا لُبنان بما أذنبت، ساستك أكبر الذنوب!!.