أكّد رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، "أنّنا المشغّل الأوّل للقوى العاملة اللبنانيّة، فعائلة من أصل 4 تستفيد من القطاع التجاري، وقطاعات عدّة تعمل حولنا، من الشحن إلى التأمين والمصارف والنقل والإعلان والإعلام، ونحن مثل "السمن والعسل" مع الصناعيّين"، مبيّنًا "أنّنا يد واحدة، وأنّنا مستهدفون لأنّنا في الوسط، وكأنّ الضربات لم تتكن كافية حتّى أتى وباء "كورونا" كضربة قاضية على القطاع".
وشدّد في كلمة له خلال لقاء طارئ لرؤساء وأعضاء الجمعيّات ولجان الأسواق ونقابات القطاعات التجارية في لبنان، في مقر الجمعية، على أنّ "التباعد الاجتماعي خلال "كورونا" تحوّل إلى عزل اقتصادي للقطاع التجاري"، مشيرًا إلى أنّ "منذ 6 أشهر إلى اليوم، عدد المؤسّسات والمحال التجارية الّتي أقفلت أبوابها، يوازي 25 بالمئة من مجموع المؤسّسات. ونظرًا لكلّ الصعوبات الّتي نواجهها، فتقدرينا أنّ نسبة مماثلة من المحال والمؤسّسات ستُقفل أبوابها من الآن وحتّى نهاية العام الحالي".
ورأى شماس أنّ "هناك نوعًا من الاغتيال المعنوي الّذي يطال التجّار"، لافتًا إلى "أننا مع أهداف الثورة حتّى النهاية، ولكن تكسير المحال يبعد الثورة من أهدافها". وذكر أنّ "مشاريع قوانين عدّة تصدر من وزارة الاقتصاد والتجارة بهدف تنظيم القطاع التجاري، لكنّهم لم يفهموا بعد أنّ التجّار أحرص إنسان لحماية المستهلك، ونحميه برموش عيوننا. التاجر أصبح المستهلَك تحت ضربات السلطة السياسيّة".
وأوضح "أنّنا نحسد الصناعيّين، لأنّنا نرى أنّ الوزير الحالي يعمل لجلب تسهيلات وتحفيزات، في الوقت الّذي نشعر فيه أنّه غير مرحّب بنا في وزارة الاقتصاد. نحن الاقتصاد، ولا يمكن التجديد من دوننا، ولا يمكن التكلّم عن ترشيد الاستيراد، لأنّه خنق للتجّار". وركّز على "أنّنا سندافع عن النظام الليبرالي حتّى النهاية رغم وجود شوائب، ونريد المساهمة في تحصين وضع ميزان المدفوعات، وعلى السلطات أن "تتمرجل" على التهريب عند الحدود لا علينا"، معلنًا "أنّنا لن نقبل أن نلغي أنفسنا، وطالما أنّ المعابر مفتوحة هناك فالمحال هنا كقفلة، وطالما أنّ المعابر مفتوحة هونيك فالاقتصاد متوقّف هنا". ولفت إلى أنّ "الشعار الجديد هو وحدة المسار والدولار مع سوريا ووحدة المصير و"التعتير". نحجنوسوريا أشقاء، لكن الأولويّة المطلقة للبنان".
وكشف أنّ "القطاع التجاري يترنّح وأصبح على شفير الموت السريريّ، ومؤسساتنا باتت على شفير الهاوية"، متسائلًا: "لمصلحة من أن يتحوّل لبنان المستقر والمزدهر، إلى لبنان المهتز والمتسوّل؟". وشدّد على أنّ "التخلّف عن تسديد سندات "اليوروبوند" في 9 آذار الماضي، كان في مصاف الأخطاء التاريخيّة، لأنّنا أشهرنا إفلاسنا أمام العالم، وهذا السبب الأوّل لـ"طيران" سعر الولار، وندعو للتنبّه من أخطاء أُخرى".
كما أفاد شماس بأنّ "الدولة تفكّر أن تقوم بتخلّف داخلي، وهذا يؤدّي إلى وضع اليد على أموال المودعين والمستثمرين في المصارف، وهذا لم يحصل في أي مكان في العالم، وعار على لبنان أن يسجِّل أنّه وضع اليد على أموال المودعين". وبيّن أنّ "الثقة مفقودة، وهي ترفع الدولار وتخفّضه، والتوافق السياسي معبر لكل المسائل"، موضحًا أنّ "المطلوب هو أوّلًا الإصلاح، فعدم الإصلاح أوصلنا إلى هنا"، محذّرًا من "زيادة الضرائب".