أشار راعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار، بعد لقائه وفد "تيار المستقبل" برئاسة المنسق العام ناصر حمود، في إطار جولته على الفاعليّات في مدينة صيدا، إلى "أنّنا تداولنا سويًّا بالهموم الّتي نعيشها، إن كان في صيدا أو في المنطقة والبلاد عمومًا. ونعمل لنتعاون سويًّا كلّ بحسب قدراته حتّى نستطيع مساعدة أهلنا الموجودين هنا، حتّى تمر هذه الظروف الصعبة بأقل ضرر ممكن". ولفت إلى "أنّنا نفكّر معهم كيف يمكننا أن نتعاون على جميع الصعد السياسيّة والتربويّة والاقتصاديّة، لنقول إنّنا أبناء وطن واحد وأخوة، ونحن متعاونون يدًا بيد لنخرج سويًّا من هذه المرحلة الصعبة أقوياء ومتعاونين أكثر مع بعضنا البعض".
وأوضح أنّ "عادةً، الظروف الصعبة تفتق المواهب إن كان على صعيد الفرد أو على صعيد الجماعة. وفي المجتمعات الفقيرة الّتي فيها صعوبات كثيرة، يخرج عدد كبير من العباقرة"، مبيّنًا أنّه "من خلال الظروف الصعبة الاقتصاديّة والمعيشيّة الّتي نعيشها في هذه الأيام، أشعر أنّ هناك شبابًا يحاولون التفكير والاستنباط أكثر بقدراتهم، ليتمكّنوا من التأقلم مع الوضع الراهن. ونحن دورنا التربوي أن نعمل مع أهلنا وشبابنا ليتأقلموا مع وضعنا الراهن، الّذي لم يعد يشبه وضعنا الماضي ولن يشبهه".
وركّز المطران العمار على أنّ "كلّ مسؤول سياسي وديني واجتماعي يجب أن يوجه المسؤول عن الشباب فكريًّا وحضاريًّا حول مستقبل ليس كالّذي كنّا نعيش فيه"، منوّهًا إلى "أنّنا كنّا نعيش نوعًا من الوهم الاقتصادي في لبنان ولم يعد يمكننا أن نعيش هكذا، أو نصل إليه بسهولة. لذلك، يجب أن نعتاد على واقع اقتصادي يمكن أن يكون فعّالًا أكثر لحياتنا، ويجعلنا نتعاون مع بعضنا أكثر ونكون أقرب لبعضنا حتى ننقذ بلدنا سويًّا".
أمّا حمود، فذكر أنّ "صحيحًا أنّنا تباعدنا بالمسافة بسبب الحجر الصحي ولكنّنا دائمًا قريبون بالفكر. تداولنا طبعًا بالأوضاع المعيشيّة الملحّة الّتي تتفاقم يومًا بعد يوم، إن كان في موضوع الكهرباء والمازوت والتقنين على التقنين، بالإضافة إلى العمل الحكومي المتعثر، الّذي لا نرى منه سوى تنظير وانتقادات لمراحل سابقة من دون أي خطوات عمليّة تُبيّن أنّ هناك جديّة بالعمل، لا بموضوع الدولار ولا بموضوع التعيينات القضائية ولا بأي موضوع لجهة الإصلاحات الحقيقيّة على الأرض، حتّى يتشجّع المعنيّون، وكي نثق ونضع أملنا بهذه الحكومة والدولة".
وشدّد على أنّ "هذه الحكومة أظهرت أنّها غير مهنيّة بعكس ما تقول عن نفسها إنّها حكومة تكنوقراط، فلم نرَ هذه الإختصاصيّة إلى الآن". ولفت إلى "أنّنا نرى حركة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الّذي تفقّد الوسط التجاري والدمار الّذي لحق به، هذا الدمار المستنكَر الّذي حصل يوم الجمعة وأظهر كميّة الحقد. وأيضًا لقاء الحريري مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لمحاولة ضبط الأوضاع وتنفيس الإحتقان، فجميعنا نعيش في بلد واحد وبحاجة لبعضنا البعض"، معربًا عن أمله أن "تعطي حركة الحريري واجتماعاته مع الرؤساء والدبلوماسيّين، أملًا لهذا البلد ولهذه المرحلة".
وكان حمود ووفد "المستقبل" قد التقوا أيضًا بكلّ من قائد منطقة الجنوب العسكرية العميد الركن جميل سيقلي، ومدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد فوزي حمادة في ثكنة محمد زغيب العسكرية. وكان استعراض للوضع الأمني في صيدا خصوصًا والجنوب عمومًا، وتأكيد "أهميّة دور المؤسسة العسكرية وما تقوم به في هذه الظروف الدقيقة، من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد".