لفت نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، الى أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، "في خطابه أمس كان يبين مواقف الحزب من القضايا المختلفة، وليس كل مرة قام بتوضيح موقف يدب أن يُقال "إعلان مواجهة". ما قاله السيد نصرالله رسم خطوط سياسية للمرحلة القادمة وتبيان رأي الحزب من قضايا مختلفة، ومنها الجوع، إصلاح الدولة، الإقتصاد المقاوم أو الذي يتجه نحو الشرق، بمعنى آخر آراد أن يقول أنه اذا فكر أي أحد أنه بالتجويع والضغط يستطيع أن يأخذ تنازلات من لبنان او حزب الله فهو مخطئ لأننا جماعة الاعتقاد والإيمان الذين يبنون مواقفهم على قواعد ثابتة ويعملون على أساس الحق، والتضحية من أجل الحق هي واجب"، مبينا أنه "على المستوى العقائدي نحن لم نغير ولم نتبدل وما قلناه في وثقة شباط 1985 قائم وسيبقى قائما ما دمنا نعمل والسبب أننا حزب عقائدي ومواقفنا تنشأ من الإيمان والإعتقاد ولا تنشأ من المصالح الآنية وبالتالي العقيدة لا تتغير ولا تتبدل خصوصا لدينا. اليوم عندما نقول أننا جزء من الإسلام فإننا نعبر عن عقيدتنا وهذا أمر لا يلزم الآخرين، واذا أحد سألني ما هويتك أقول اسلامية، واذا سأل ما علاقتك بالدول العربية والإسلامية، أجواب أحرص على الأخوة والتعاون وتثبيت المبادئ. وهذا لا يضر بلبنان ولا يؤثر على قناعات الآخرين. نحن لم نقل أننا نريد لبنان على هذه الشاكلة الاسلامية".
وأشار قاسم، في حديث تلفزيوني الى أنه "في الوقت الذي نقول أنه لدينا امتداد اسلامي، في الوقت نفسه نقول أننا مع الوحدة الاسلامية ومع الوحدة الوطنية أي تعاون الجميع مع بعضهم على اختلاف المذاهب والطوائف على قاعدة أن نعمل معا جميعا لحماية البلد"، مشددا على "أننا لم نطرح اقامة مؤتمر تأسيسي، ولا ندعو الى مؤتمر تأسيسي ولا الى مثالثة ولا ثنائية، ولا ندعو الى تغيير الطائف ولا الى تعديلات في الصلاحيات بين الطوائف. نعتبر أن الميثاق موجود والدستور موجود، لذلك فلنطبق ما هو مودود فيه. لبنان لا يتحمل اعادة نفضة، بل يجب الاهتمام بشؤون الناس وليس "البيضة قبل أو الدجاجة".
وأوضح أن "دستور الطائف يعطي صلاحيات ومواقع وأدوار للطوائف داخل تركيبة النظام. نحن نقول أننا مع تطبيق الطائف ولا نطالب بتحسين موقع الشيعة في تركيبة النظام ومع وجود المظلومية الشيعية خلال فترات طويلة نعتبر أن المعالجة المنطقية والطبيعية هي أن يأخذ كل واحد حقة بحسب الطائف"، مشددا على أن "كل ما يُحكى عن محاولات تغيير وتعديل ليس صحيحة لأننا مع تطبيق الطائف ولا نطرح الآن تعديله".
ورأى قاسم أنه "عمليا لبنان اليوم لا شرق ولا غرب، هناك فئات لديها قناعات تعبر عنها بطرق مختلفة، نحن نقاوم لأن لبنان يحتاج الى أن يقاوم ونحن تقاطعنا مع ايران بالقناعة ولا نعمل بتعليمات وإدارة خارجية بل نعبر عن قناعاتنا. المقاومة حررت لبنان وحمت لبنان من التيار التكفيري الذي أراد أن يدخل من الشرق".
وأكد أنه "ليس لنا نية بفرض رأينا على أحد. نحن جزء من الحكومة الآن وهي تأخذ القرارات مجتمعة، نحن جزء من مجلس نيابي وهو ويشرع القوانين بغلبة المشاريع، نحن جزء من تركيبة الدولة وما يطبق علينا بالحقوق والواجبات يطبق على الجميع"، مضيفا: "ما نراه اليوم من تداعيات وما وصلنا اليه في لبنان هو نتيجة تراكم وبنية النظام وليس نتيجة وجود حزب الله داخل الحكومة".
واعتبر قاسم أن "أداء حزب الله بعمله السياسي ينقذ الدولة ويعطي قيمة لقيام لبنان القوي العزيز، ويعمل لتبقى الدولة قادوة بدليل أننا أول من اعترض على استقالة سعد الحريري وأن الورقة الاصلاحية محطة يمكن الإنطلاق منها للمعالجة وهذه الإستقالة كانت خطأ لأنها سببت مشاكل اضافية، وسعينا الى أن تشكل الحكومة من كل الأفرقاء"، مشددا على أن "الحريري لم يقدم استقالته بسبب شروطنا أبدا ولا بسبب ضغوطات الشارع، بل بسبب الضغوطات الأميركية و"القوات" خذلوه في اللحظة الأخيرة وهو قدر أنه لا يمكن أن يدخل في مشروع بظل التعقيدات، وهو يشهد ليلا نهارا أن حزب الله وأمل تمسكوا بعودته لرئاسة الحكومة لكنه قدر أن لا مصلحة له أو أنه لا يمكن أن يقدم إنجازا في هذه المرحلة ولا علاقة لنا بإستقالته أبدا".
وأضاف: "لسنا مع الفدرالية أو الكونفدرالية، نحن مع العمل وفق الدستور والقوانين المرعية الإجراء"، لافتا الى أن "من يكون حليفا للمقاومة سينجح ويربح وكل المسارات هي مسارات إنجازات وإنتصارات بسبب التحالف مع المقاومة فريقنا حقق إنجازات عظيمة. أما الفريق الآخر فما هي الإنجازات التي حققها؟ بل يكفي أن أن أمريكا هي الرائدة حتى تستخف مبن يعمل معها وتذله".
وتابع قائلا: "لا أحد يفكر أنه عنجما تحالف معنا الرئيس ميشال عون فذلك لأنه يعتبر أن هذا الطريق الذي يحقق له مكتسبا آنيا. هو تحالف معنا بسبب قناعاته بالمقاومة والتحرير والإستقلال ونحن تحالفنا معه لأن من يكون على هذه القناعات يمكن أن نبني معه بلدا حرا ومستقلا. ونحن نحاول بناء هذا البلد بالتعاون ونحاول تخطي العقبات بدليل أن البلد بعد استقالة الحريري كان في وضع سيء جدا، فكانت حكومة الرئيس حسان دياب بتفاهم الحلفاء"، مذكرا "أننا منذ اليوم الأول قلنا أن سلاح حزب الله لن يكون للداخل ولا لأخذ مكتسبات سياسية في الداخل اللبناني وعندما نصرّ على بقاء السلاح من أجل المقاومة فهذا يعني أنّنا نرفض أن يبقى لبنان تحت السيطرة الإسرائيلية أو الأميركية".
وأكد قاسم أنه "يجب على الحكومة أن تعمل بطريقة تنقذ البلد وقلنا مراراً إنّ حاكم مصرف لبنان مسؤول والمصارف مسؤولة ولكن ليسا وحدهما المسؤولين"، مشيرا الى أن "المصارف وضعوا أنفسهم في الواجهة عندما امتنعوا عن دفع أموال المودعين وهربوا قسما من أموال السياسيين والإقتصاديين. هم وضعوا أنفسهم بمواجهة الناس".
وشدد على أن "حزب الله أخذ البلد الى الوضع الإيجابي، الى الصمود وإعادة الإعمار وعندما نصرّ على بقاء السلاح من أجل المقاومة فهذا يعني أنّنا نرفض أن يبقى لبنان تحت السيطرة الإسرائيلية أو السيطرة الأميركية التي تخدم إسرائيل"، وعن إستخدام الحزب للسلاح في الداخل، سأل قاسم: "هذا السلاح أين يستخدم؟ ظهر في الـ2006 وحمى لبنان من كارثة كبيرة، كما حمى لبنان من كارثة الارهاب التكفيري بالتعاون مع الجيش. وبسبب حزب الله إسرائيل لا تتجرأ على أن تجتاح أو تعتدي وهذه كلها مكتسبات".
وأعلن قاسم أن "موقف الحزب من حاكم مصرف لبنان لا يعلنه عبر الإعلام ولا يقبل أن يكون محطّ بازار سياسي لأنه مضر للوضع في البلد. هذه المسألة تناقش في مجلس الوزراء ونحن نلتزم بالقرار الذي يصدر عنه"، مجددا التأكيد أنه "ليس لدينا موقف مسبق نناقش على أساسه ومن المفيد أن نناقش القضيّة داخل مجلس الوزراء".
وأضاف: "لا ندعو الى تغيير نمط الادارة الاقتصادية من محور الى محور. الأزمة الاقتصادية سببها أميركا والأداء السيّء لبعض الجهات في لبنان وليس حزب الله من أخذ البلد إلى هذا المكان"، لافتا الى أن " الفقر الذي يزداد في لبنان سببه الفساد والأداء السياسي والضغوط الخارجية وليس الحزب من أوصل البلد إلى هذا التدهور، بل هو في موقع المساعدة في حل المشكلة الإقتصادية".
وأكد قاسم "أننا ضد الإعتداء على الجيش والأمن والأملاك الخاصة والعامة ومسؤولية الدولة منع "الموتوسيكلات" واتّخاذ الإجراءات في حق أصحابها ويوم حصول الحادثة قرّرنا وضع أحزمة لمساعدة الدولة على معرفة مصدرها"، مشيرا الى أن "الذي كسر في بيروت هم من مناطق مختلفة ومن جهات مختلفة وهم أتوا بقرار. ما حصل شغب وليس غضب. نحن ضد أي اعتداء على أي أملاك عامة أو خاصة فهذا عدوان وليس أمرا مطلبيا. أبداء الرأق حق مشروع من دون حرق وتكسير، بعض التحريض الذي يحصل فتنويا ومذهبيا وسياسيا يجب أن يوضع حد له لأنه يشعل البلد، آدائنا هو لحماية الدولة وعدم فرطها".
ولفت الى أن " المظلوميّة موجودة عند الجميع لأنّ الجوع وصل إلى الجميع والقوى الأمنية تقوم بعملها بشكل متوازن"، مشددا على أنه "يجب على الدولة أن توقف المعابر التي تعمل بشكل غير شرعي والحدود ليست مسؤوليتنا فلتقم الحكومة والجيش والقوى الأمنية بعملها. حزب الله لا جيش ولا شرطة، ونعم، يصعب علينا منع التهريب على الحدود اللبنانية - السورية، فالحدود ليست مسؤوليّتنا".