رفض عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش، "تحميل رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري مسؤوليّة إنقاذ البلد ممّا يتخبّط فيه"، مركّزًا على أنّ "هذا الكلام الطباوي لا ينفع"، ومذكّرًا بأنّ "من خرج عن الوفاق الوطني وتسبّب بالانهيار الحاصل، هو الداعي اليوم إلى الاجتماع الوطني".
ولفت في حديث إلى وكالة "أخبار اليوم"، بموضوع اللقاء الوطني في بعبدا في 25 الحالي، إلى أنّ "مشاركة الحريري أو أي جهة خارج السلطة أكان "حزب القوات اللبنانية" أو "حزب الكتائب اللبنانية"... من المفترض أن تستمع الجهات الداعية إلى رأيهم، فلا يكون الحضور لأخذ الصور في بعبدا". ورأى أنّ "السبب المباشر للانهيار هو الخيارات السياسيّة المرتبطة بـ"حزب الله"، وأنّه إذا كانت الدعوة إلى "حوار الطرشان" فلا داعي للمشاركة، أمّا إذا كان هناك انفتاح على الآخرين فعندها قد تكون المشاركة مجدية".
وشدّد علوش على أنّ "محاولة تحميل المسؤوليّة للجميع أمر مرفوض، فمَن هم في السلطة عليهم تحمّلها"، موضحًا أنّ "الحريري لا يرفض فكرة المشاركة بل ينتظر جدول الأعمال، وهو على تشاور مع رؤساء الحكومات السابقين ورئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى جانب التشاور مع "تيار المستقبل"؛ والقضيّة ليست فلكلورًا".
وأشار إلى أنّ "من المفترض أن يضع رئيس الجمهورية ميشال عون رؤيته، الّتي يبدو حتّى اليوم أنّها تنطلق ممّا يقوله "سيد لبنان" (في إشارة إلى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله) "، متسائلًا: "هل علينا السير بخيارات "حزب الله" حتّى ولو كانت باتجاه الانتحار أو الجوع أو الحرب". وبيّن أنّ "رئيس الجمهورية مرهون ومديون لـ"حزب الله" على أكثر من صعيد، في حين أنّ أي إنسان عاقل لا يمكن أن يقتنع بخيارات نصرالله، ولكن تفكير العاقل يختلف عن المديون الّذي يتّجه إلى خيارات غير عاقلة".
وعمّا إذا كان عدم حضور الحريري لقاء بعبدا، يخسر الأخير الإجماع الوطني، فسّر أنّ "الحريري لا يهدف إلى الذهاب نحو أي منحى طائفي، بل القضيّة الأساسيّة ماذا سيقدّم خلال هذا الاجتماع"، مؤكّدًا أنّ "الحريري لا يمارس النكايات، لكن لن يغطي خيارًا ليس مساهمًا فيه ولا مسؤولًا عنه ولا يعبّر عن رأيه، كما لا يمكن تغطية شيء هو يرفضه".
كما أعلن علوش أنّ "الشارع الواسع الّذي ينتمي إليه الحريري لا يؤيّد مشاركته بهذا الحوار، أضف إلى ذلك أنّ الجزء الأكبر من اللبنانيّين، حتّى من الطائفة المارونية، ينظرون إلى ساكن في القصر الجمهوري على أنّه إميل لحود (رئيس الجمهورية السابق) ثانٍ". ولفت إلى أنّ "لا شيء يبشر بالخير، وأنّ الحل الوحيد الّذي يمكن أن ينقذ البلد، هو أن يسلّم نصرالله سلاحه إلى الدولة، لكنه لن يفعل. أمّا إذا كان هناك أي خيار آخر، فالّذي يروّج له عليه أن يتحمّل المسؤوليّة".