أكد سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة، في حديث لـ"النشرة"، أن "العقوبات على سوريا ليست جديدة، لكن قانون قيصر الأميركي وسّع صلاحيات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والجديد أن هذا القانون يشمل أصدقاء سوريا والمتعاملين معها إقتصاديًا"، مشيرًا إلى أن "القانون له مدة محددة وهي 5 سنوات والرئيس الأميركي هو من يحدد متى وكيف يستخدم بنوده".
وفنّد طبارة الشروط التي يحدّدها القانون لوقف العقوبات على سوريا، مشيرًا إلى أنّه "القانون يشترط وقف الحملات الجوية الروسية والسورية في سوريا، والسماح بوصول المساعدات إلانسانية إلى أهدافها، كما الافراج عن السجناء السياسيين في البلاد، والالتزام بالمعاهدات التي تمنع إستعمال الأسلحة الكيميائية المحرّمة دوليًا، فاذا امتثلت سوريا لهذه البنود يمكن وقف القانون وتجميد كل بنوده".
وأوضح طبارة أن "لبنان سيتأثر بقانون قيصر، خصوصًا أن هناك مشاريعا مشتركة بين البلدين ورجال أعمال لبنانيين يتعاملون مع سوريا، وهو يؤثر على مستوى الأشخاص أيضًا ومن أبرز أهدافه تجميد عملية إعادة الإعمار في سوريا"، مشيرًا الى أن "التحضيرات على مستوى الشركات اللبنانية للمشاركة بإعمار سوريا ستتوقف أو ستتعرض للعقوبات"، مؤكدًا أن "العلاقة بين لبنان وسوريا متداخلة ونرى اليوم كيف تسير الليرة اللبنانية في مسار الهبوط بالتوازي مع الليرة السورية".
وعن تأكيد أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله بأن حلفاء سوريا لن يسكتوا عن حصارها إقتصاديا، اعتبر طبارة أنّهم "يعانون من مشاكل إقتصادية كبيرة، وبالتالي إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية جديّة وصارمة في عقوباتها سيكون تأثير المساعدات لسوريا من دول محور الممانعة ضئيلا جدًا، ولن تعوض الخسائر التي ستتعرض لها دمشق".
لبنانيًا، تطرق طبارة إلى خيار التوجه شرقًا، مؤكدًا أن "أي اتجاه للبنان نحو الشرق من دون موافقة أميركا سيكون ثمنه كبيرًا على البلاد، ولن تستطيع المساعدات الصينية أو الروسية مثلا، سدّ الفراغ الذي سيخلفه الضغط الأميركي، أما إذا كان التعاون مع الشرق برضى الولايات المتحدة فهذا أمر إيجابي ويصب في مصلحة لبنان".
وشدّد سفير لبنان السابق في واشنطن على أن "الولايات المتحدة الأميركية لن تتخلى عن مساعدة الجيش اللبناني، لأن بإعتقاد الإدارة الأميركية أن دعمه هو باب من أبواب مواجهة حزب الله، وكل مدة نسمع أن بعض الأعضاء المتطرفين في الكونغرس يطلبون وقف المساعدات العسكرية للجيش ولكن هذا الأمر لن يحصل".
وفي الختام، علق طبارة على توصية لجنة في الحزب الجمهوري في الكونغرس الأميركي بفرض عقوبات على شخصيات لبنانية مقربة من "حزب الله"، معتبرًا أن "فرضها على شخصيات لبنانية من الصف الأول هو أمر مستبعد، ولكن قد تلحق ببعض الشخصيات المقربة من الحزب كالوزير السابق وئام وهاب، أو تلك التي تنتمي لأحزاب لها تاريخ في العلاقة مع سوريا كالحزب السوري القومي الإجتماعي".