لفت عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب حسين الحاج حسن، إلى "أنّني لا أرى أنّ صيغة الحكم تتزعزع في لبنان"، مبيّنًا أنّ "اللقاء الوطني يوم الخميس المقبل في قصر بعبدا تلقّى ضربة، وعلى ضوئها سيحدّد رئيس الجمهورية ميشال عون مصير اللقاء، لكن بتقديري واستنادًا إلى شخصيّة الرئيس عون ومصلحة البلد، لا يجب الوقوف أمام هذه الضربة".
وركّز في حديث تلفزيوني، على "أنّنا نعتبر أنّ هناك مشكلًا سياسيًّا في البلد، وجزء من القيادات السياسيّة أخذ قرار عد المشاركة في اللقاء بناءً على أسباب سياسيّة، لا على أساس مصلحة البلد"، مشيرًا إلى "أنّني أعتقد أنّ الرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري سيكملان المحاولات والمساعي، وشخصيّتهما لا تنحني أمام العواصف". وأعلن أنّ "هناك مواقع إلكترونيّة من خارج لبنان، تديرها المخابرات الإسرائيليّة والأميركيّة وغيرها، تعمل على الفتنة السنيّة- الشيعيّة ليلًا نهارًا، وتحريض اللبنانيّين على بعضهم البعض".
وأكّد الحاج حسن أنّ "حزب الله" ليس مسؤولًا لا من قريب ولا من بعيد عن مَن تعرّض للسيدة عائشة، وليس مسؤولًا كذلك عمّا حصل في بيروت في 12 و13 حزيران". ورأى أنّ "بإمكان الإسرائيلي أن يقوم بحرب، لكنّه يحسب حسابات كبيرة للقدرات الردعيّة للمقاومة. احتمال الحرب قائم، لكن هذه القدرات تبعد احتمال الحرب"، لافتًا إلى أنّ "التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" صمد، وهو مرّ بلحظات كنّا نختلف فيها على نقاط داخليّة، لكنّنا كنّا نخرج بتنظيم الخلاف، سواء اتّفقنا أو لا على النقطة الخلافيّة". ونوّه إلى أنّ "هكذا تُدار العلاقة الراقية بين فريقَين سياسيَّين متحالفَين، فإذا اتّفقا على كلّ النقاط، يصبحان فريقًا واحدًا. اتفاق مار مخايل صامد حتمًا".
وأوضح أنّ "الولايات المتحدة الأميركية عدو بالنسبة إلينا، لكنّنا لم نطلب من اللبنانيّين محاربتها أو القول إنّها عدو، بل الانتباه منها، ونحن لا نقول اقطعوا العلاقات مع الغرب، بل افتحوها مع الشرق أيضًا. ندعو إلى بعض التوزان في علاقتنا مع الشرق والغرب، بحسب المصلحة اللبنانيّة"، مشيرًا إلى أنّ "الغرب لم يقم بالحدّ الأدنى من مصلحتنا"، متسائلًا: "لماذا تمّ رفض وضع بند هبة السلاح الروسيّة على جدول أعمال مجلس الوزراء؟ بأي منطق؟".
وشرح أنّ "قانون قيصر" سببه هزيمة الأميركيّين العسكريّة والأمنيّة في الميدان. الأميركيّون خسروا في حرب تموز وفي حرب سوريا وفي العراق، و"دفشوا" السعودية باتجاه اليمن وخسروا. خسروا في الميدان الأمني والعسكري، فانتقلوا إلى العقوبات"، مبيّنًا أنّ "سلاح المقاومة وسيلة لردع العدو، وهل هناك طريقة أخرى غير هذا السلاح للدفاع عن مياهنا وأرضنا؟".
كما سأل الحاج حسن، تعليقًا على من يقول إنّ سلاح "حزب الله" يعيق القيام بالإصلاحات: "من منعهم من القيام بالإصلاحات؟ ما علاقة سلاح المقاومة بذلك؟ هناك هدر وفساد بحوالي 500 مليون دولار في قطاع الإتصالات، فما علاقة السلاح؟ من منعهم من تخفيض فاتورة الإستيراد؟". وشدّد على أنّ "الرأي القائل بتشكيل حكومة وحدة وطنية، بدلًا عن حكومة حسان دياب، غير مطروح الآن، ومن قال إنّ هذه الحكومة ليست على قدر التحديات؟".
وذكر أنّ "لمرّة الأولى في لبنان، هناك حكومة تجرّأت على القيام باحتساب الخسائر، ودياب لم يرث دولة "ماشية وخرّبها، بل هو ورث حملًا ضخمًا جدًّا، واتخذ قرارات جريئة، ويصبر صبرًا كبيرًا جدًّا". وكشف "أنّنا حريصون على استقرار العلاقة مع رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري، ونحن كنّا نتمنّى أن يكون هو رئيس الحكومة، لكّنه رفض ذلك، وسُمّي دياب وحصل على ثقة وأغلبيّة نيابيّة، وبدأ العمل".
إلى ذلك، أكّد "أنّنا حريصون على العلاقات بين لبنا وأشقائه، وعلى العلاقات اللبنانيّة- العربيّة، لكن ليس على حساب لبنان. الدول العربية دعمت لبنان بعد حرب تموز، وإيران دعمته أكثر منها". وعن مناداة البعض بتشكيل حكومة تكنوقراط صرف، تساءل: "كيف تأخذ هكذا حكومة الثقة؟ ألّا تتدّخل الحكومة بالقضايا السياسيّة وتعمل عليها؟ نحن مع حكومة تكنوقراط، لكن يجب ألّا ننسى الشق السياسي".
وأشار الحاج حسن إلى "أنّنا لسنا محرجين بأي قضيّة تتعلّق بالفساد، والقضاء يقوم بدوره"، متمنيًا أن "لا يكون هناك خلافات سياسيّة بين حلفاء "حزب الله". وأعلن أنّ "العلاقة مع الرئيس عون بأفضل ما تكون ولن يشوبها شائبة، وفي السياسة العامة والرؤيا الخاصّة بالرئيس، هناك وضوح وصلابة"، منوّهًا إلى أنّه "بكير على الانتخابات الرئاسية". وركّز على أنّ "الرئيس عون "بيّ الكل"، ونحن جزء من الحكومة والبلد، والأزمات الماليّة والاقتصاديّة، لم يصنعها لا "حزب الله" ولا الرئيس عون"، ورأى أنّ "هناك مبالغة بتصوير الحزب وتأثيره السياسي على البلد".