علمت "الجمهورية" انّ عددا من رجال الاعمال اللبنانيين التقوا "دبلوماسيين شرقيين" في الايام الاخيرة، عكسوا استغراباً للمبالغات التي تحدثت عن وجود مليارات صينية مرصودة لمشاريع في لبنان.
وبناء على ما لمسه هؤلاء من الدبلوماسيين، وضعوا سؤالاً برسم "المبالغين" مفاده، قبل ان نتحدث عن مشاريع، وقبل ان ينقسم اللبنانيون بين متحمّس للتوجّه شرقاً وبين معارض لهذا التوجّه، يجب ان نسأل انفسنا اولاً هل سيستقبلنا الشرق ان قررنا التوجّه اليه، وماذا في ايدينا لكي نقنعه باستقبالنا، لا بل هل حاولنا اقناعه؟
وبحسب هؤلاء، فإنّ الصين التي نقول يجب ان نتوجّه اليها، هي اكبر مصدّر للولايات المتحدة الاميركية، وموجودة بمشاريعها في اوروبا وافريقيا وفي كل مكان للاستثمار، ولكي تستقبل لبنان ولكي تأتي بمشاريعها واستثماراتها الى لبنان يجب ان يكون لديك ما يحفّزها على ذلك، فكيف ستأتي طالما انك لم تُظهر لها ما يحفّزها؟ فقبل ذلك مطلوب ان تكون لدى لبنان خريطة طريق لجذب الصين وغير الصين، الاساس فيها ان تبادر الحكومة الى جمع المجلس الاعلى للخصخصة ليعدّ مجموعة مشاريع وتعرضها للشراكة مع دفاتر شروط مقنعة، وتوفر لها مناخ الثقة، فساعتئذ لا تأتي الشركات الصينية فقط بل الشركات الاجنبية من الشرق والغرب.
وفي هذا السياق، ابلغت مصادر نيابية موثوقة الى "الجمهورية" قولها، انّ لقاء حصل قبل فترة بين عدد كبير من النواب مع السفير الصيني في لبنان، وخلال هذا اللقاء يتوجّه احد نواب كتلة تيار المستقبل بسؤال مباشر الى السفير الصيني: "لماذا لم تبادر الصين حتى الآن في بناء مشاريع في لبنان كسكة الحديد على سبيل المثال؟"، فردّ السفير الصيني بسؤال مفاده: "هل قامت الحكومة اللبنانية بإعداد دراسات لمشاريع، وعرضتها في مناقصات دولية شفافة، وتمنعّت الشركات الصينية عن المشاركة"؟