أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي، عقب زيارته لمركز الدفاع المدني في حمانا، أن "المعركة الاساسية اليوم هي إنقاذ الانسان في لبنان، وإن فزنا بها ننقذ الوطن والاجيال الآتية، أما إن فشلنا فلن ينفعنا حينها لا استخراج نفط ولا غاز ولا اي شيء آخر".
وشدد بو عاصي على أن "من لا يحب المواطن لا يمكنه أن يدعي زوراً حب الوطن"، موضحاً أن "اليوم الانسان اللبناني في خطر، هو في نفق مظلم ويعيش قلقاً على حياته اليومية وعلى المستقبل. نحن أمام خطر هجرة او تراجع في المستوى التعليمي والثقافي والاجتماعي. لدي قلق على مدارسنا خصوصا في الارياف من عدم القدرة على الاستمرار في ظل الوضع المادي الصعب، فلا بد من المحافظة عليها، آباؤنا واجدادنا ضحوا بأغلى ما لديهم لتأمين أفضل تعليم لنا، المدارس حيوية لاستمرار وتطور المجتمع، ثروة المجتمع اللبناني هي إنسانه وإرادته وتصميمه وعلمه وتطويره وتضحيته ليتطور أولادهم أكثر منه. هذا ما جعل مجتمعنا مزدهرا".
كما أفاد بأنه "لا بد من أن ننظر الى الغد بإشراقة ولا يمكن ان نستمر بعيش القلق، سوف ننهض بإرادة اللبنانيين"، موضحاً أن "كلما يزور حمانا يتذكر أنه إبن هذه الارض ويعود الى طفولته وجذوره وأصوله التي يفتخر بها"، مشددا على أن "أرض حمانا علمته الصلابة والتصميم والتكاتف".
وتوجه بو عاصي الى عناصر الدفاع المدني، مؤكداً أنه "انتم المكون الاغلى والاثمن في المركز قبل التجهيزات أو أي شيء آخر. ما يميزكم هو التطوع في سبيل مساعدة الانسان والبيئة، ومبدأ التطوع المجاني في خدمة المجتمع من دون انتظار حتى كلمة شكر هو ما يصنع الوطن. الوطن لا يبنى بالانانية. للفرد الحق بالسعادة والنجاح وتحقيق الذات ولكن للجماعة ايضا حق على كل فرد منا".
وشدد كذلك على أن "تركيبة لبنان المجتمعية مميزة وهذا هو حال منطقتنا المتن الاعلى، بإمكاننا ان نأخذها بغناها أو أن نعتبرها اشكالية. لبنان مركب من مجموعة طوائف حينا تتقوقع على نفسها وحينا تنفتح على بعضها وفق الظروف والمصالح. لكن لا وجود لهذا الامر في قاموسكم يا معشر المتطوعين بل هناك فقط الانسان. بالطبع كل منا قد يفتخر بانتمائه المناطقي أو الطائفي أو السياسي ولكن كل هذه الاعتبارات تسقط أمام الهدف الاسمى هو مساعدة الانسان. إن لم نعزز في لبنان هذه القيمة الانسانية التي تعيشونها بالممارسة يوميا كعائلة الدفاع المدني عبر التضحية والعطاء، نكون كمن يحكم على حاله بالاعدام. نحن بحاجة لهذه العدوى الايجابية لا عدوى التطرف او العنف او التقوقع، فانشروها في محيطكم".
وتوقف عند نظرة المواطن "السلبية اليوم الى الدولة التي استدانت من المصارف وكسرتها وبالتالي هدرت أمواله والى دولة الفساد والزبائنية والفشل"، معتبرا أن "نموذج الدفاع المدني يعكس نظرة ايجابية للدولة"، مشدد على أن "حضوره اليوم الى المركز يهدف اولا للاستماع الى همومهم وهواجسهم وتطلعاتهم".
بالتوازي، افاد بأنه "لديكم حقوق وأنتم قلقون عليها. وأنا أتواصل مع المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار الذي اشكره على جهوده وأدرك مساعيه لتحصيل حقوقكم. وهنا أؤكد لكم انه إذا توفر الوعي السياسي والارادة تتحقق المطالب. للاسف لا وعي كبير لدور وأهمية الدفاع المدني ولا نتذكره الى حين تقع الواقعة. لا نستطيع ان نفكر بالانقاذ في لحظة وقوع الحادث. فرق الانقاذ هي كادر بشري وتجهيز وتدريب بشكل مستدام لتحافظوا على جهوزيتكم. لن اعدكم بشيء قد لا استطيع تحقيقه ولكن كما كنت، سأبقى، صوتكم وسندا لكم".
ونوه بأن "الدفاع المدني يعتمد على اربع ركائز: التطوع، التجهيز، التدريب وتنفيذ المهمات"، مؤكدا أن "مركز حمانا يتميز بوعي واحتراف وجرأة وتدريب ومعادلته واحدة الانسان، وهو ليس محصورا ببلدة حمانا بل ينطلق منها لكل القرى والبلدات المحيطة وحتى يكون دعما على مساحة الوطن".