يختلف فصل الصيف هذا العام عن باقي السنوات التي مرّت، ففي كلّ عام كان يعوّل القطاع السياحي على أن يكون لبنان نقطة جذب لعدد كبير من السواح لتنشيط الحركة الإقتصادية، وهذا العام لبنان بأمسّ الحاجة لجذب العرب والأجانب لضخّ العملة الصعبة وربما إنتشال المطاعم والفنادق والمؤسسات السياحية من خطر "الإنهيار" الذي يحدق بها نتيجة "كورونا" وارتفاع سعر صرف الدولار والوضع الاقتصادي... لتتجه الانظار الى الاول من تموز تاريخ فتح المطار من جديد، فكيف سيكون عليه الوضع السياحي؟!.
مؤخراً أصدرت المديرية العامة للطيران المدني تعميما يحمل رقم 23/2 طلبت فيه من جميع شركات الطيران العاملة في مطار بيروت ايداع المديرية جداول الرحلات التي سيتم تسييرها خلال الشهر الجاري مع الاخذ بعين الاعتبار ألا يتخطى مجموع الركاب القادمين الى لبنان في اليوم الواحد 2000 راكب أي 10% من حركة الركاب القادمين بالمقارنة مع شهر تموز 2019. وفي هذا الاطار يرى أمين عام إتحاد المؤسسات السياحية جان بيروتي أن "لا شيء حتى الساعة يعد بوجود موسم سياحي حتى خصوصاً وأن الجوّ السياسي متشنّجا، وإذا أردنا جذب السواح يجب أن يكون الجوّ هادئاً، إضافة الى أن أسعار تذاكر السفر مرتفعة جداً، وهذا من العوامل الأساسية التي لن تساعدنا أبداً على تشجيع السواح على القدوم".
الأهمّ استعادة الثقة
بدوره نقيب أصحاب الفنادق بيار الاشقر يؤكد أنه "حتى اليوم لا حجوزات في الفنادق"، لافتا الى أن "هناك أجواء عامة سائدة في البلد غير مطمئنة"، ومشيراً الى أن "الأهمّ لجذب السواح هو الثقة وهي غير موجودة حالياً". أما أمين سرّ نقابة المطاعم خالد نزهة فيعتبر أنه "مع فتح المطار بنسبة 10% فقط أي الفي شخص في النهار فإن حجم القادمين سيكون ضئيلاً وبالتالي معظم اللبنانيين لن يكونوا من السواح"، مطالباً بأن "تنخفض أسعار تذاكر السفر لتشجيع من يريد على القدوم الى لبنان وهذا الأمر غير متوفّر حاليا لأن الأسعار مرتفعة".
نصف الفنادق مقفل
"عدد الفنادق في لبنان 560 فندقا نصفهم مقفل كليا وجميعهم مقفل جزئياً". هذا ما يؤكده بيار الأشقر، لافتا الى أنه "إذا كان الفندق يتضمن مئة غرفة فإنه يستقبل أشخاصا في خمس أو ست غرف"، مشددا في نفس الوقت على أن "الفنادق أقفلت جميع الخدمات التي تقدم ومنها المطاعم"، كاشفاً أن "وضع القطاع في العام 2019 كان سيئاً وحاليا تراجع كثيرا عن العام 2019".
المطالبة "بدولار سياحي"
أما خالد نزهة فيدعو الى التشبّه بتركيا التي وضعت خطة لجذب السواح بعد أزمة الدولار، فشجعت مكاتب السفر على إحضار المجموعات لتضمية أوقات في تركيا ودعمت الفنادق والمطاعم لتخفيض الاسعار، مؤكدا أن "مثل هذه الخطة نحتاجها حاليا عبر تخفيض أسعار تذاكر السفر أولا ومن ثم نطالب "بدولار سياحي" أو دعم قطاع السياحة من فنادق ومطاعم وغيرها أسوةً بباقي القطاعات الغذائية التي تدعمها الدولة بالدولار، أمثال الطحين والقمح وغيرها"، مضيفا: "رغم كلّ الأزمة نعوّل على الخطّ العربي أي الأردن والعراق وغيرها، وتحديدا السواح القادمين من تلك الدول عبر البرّ، ونعوّل على دول الخليج التي وإن أحسنا تقديم العروض سيأتي الكثيرون منهم الى لبنان لأن الدولار المرتفع يرهق اللبنانيين لكنه يشجع في نفس الوقت على قدوم السواح".
في المحصّلة يحتاج لبنان لجذب السواح الى خطة متكاملة على غرار التي تقوم بها الدول الأجنبية تبدأ من أسعار تذاكر السفر، التي وإن بقيت على ما هي عليه حالياً فهي حكماً ستقضي على الموسم السياحي خصوصا وأن سعر الدولار المرتفع يخنق اللبنانيين، لكنه يساعدهم على الاستفادة من ناحية أخرى وهو قدوم السواح ودفع الاموال في لبنان!.