لفتت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، في مقال بصفحة الرأي بعنوان "لماذا تبقى الدول الإسلامية صامتة إزاء الانتهاكات الّتي يتعرّض لها الإيغور؟"، إلى أنّ "الدول الإسلامية، الّتي أهدرت ذات يوم دم الروائي سلمان رشدي لتأليف رواية اعتُبر محتواها تجديفًا، وثارت على صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسة لنشرها رسومًا اعتُبرت مهينةً للنبي محمد، لم تحرّك ساكنًا إزاء التنكيل والانتهاكات الّتي تتعرّض لها أقليّة الإيغور المسلمة في الصين".
وشدّدت على أنّ "واحدةً من أَفدح الجرائم في القرن الحادي والعشرين تُقترف أمام أعيننا، بينما يقف الجميع مكتوفي الأيدي"، مشيرةً إلى أنّه "للحدّ من أعداد الإيغور، تُجبر السلطات الصينيّة النساء المسلمات على الإجهاض، أو تجبرهن على منع الحمل؛ وإذا رفضن ذلك تودعهن معسكرات لإعادة التأهيل". وذكرت أنّه "يتمّ الفصل بين الأطفال الإيغور وأسرهم، بحيث يكبر الصغار منفصلين عن ثقافتهم وعن الإسلام".
وركّزت على أنّه "على الرغم من ذلك، قررت الدول ذات الأغلبيّة المسلمة الصمت حيال هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإيغور"، مبيّنةً أنّ "في تموز 2019، ساعدت دول مثل باكستان والسعودية ومصر والإمارات والجزائر في الحيلولة دون تمرير قرار في الأمم المتحدة يُطالب الصين بالسماح بدخول مفتّشين دوليّين إلى إقليم شينجيانغ، حيث يتركز الإيغور". وأشارت إلى أنّ "الدول الإسلامية تستخدم التعاون والتضامن عندما يبدو ذلك ملائمًا لها، ولكن التصدّي لقوّة الصين أو خسارة التعاون الاقتصادي أو العسكري معها لا يبدو ملائمًا للدول الإسلامية".
وذكرت أنّ "الكثير من الدول تنتفّع من الاستثمارات الصينيّة الّتي تُقدَّر بمليارات الدولارات"، منوّهةً إلى أنّ "إيران، على سبيل المثال، تنتفع من الدعم الصيني في مواجهتها مع الولايات المتحدة الأميركية. كما أنّ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الّذي يشنّ حملة لا هوادة فيها على معارضيه، ولكن لا رغبة لديه في التصدّي للحملة الّتي تواجهها أقليّة الإيغور، والّتي تعتبرها السلطات الصينية معارضة لها".