أكد وزير السياحة والشؤون الإجتماعية رمزي المشرفية، أن التفاؤل والأمل في لبنان بشكل عام وفي القطاع السياحي بشكل خاص لن يفقد يوماً بوجود إرادة صلبة كإرادة الشعب اللبناني.
وخلال زيارة قام بها إلى المدينة بمناسبة مهرجانات بعلبك الدولية في مئوية لبنان الكبير، التقى خلالها وزير الصحة العامّة حمد حسن ومحافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، أشار إلى "أنّ مدينة بعلبك، التي شكّلت لنفسها موقعاً رائداً على خريطة السياحة العالمية، والتي كانت وستبقى مهرجاناتها السنوية جسراً حضارياً بين الشرق والغرب، تعود اليوم لتثبت أنّ الفن ليست ترفاً، بل ضرورة لزرع الأمل والفرح في قلوب اللبنانيات واللبنانيين، وتعزيز قدرتهم على الصمود من خلال الموسيقى، لغة التواصل العالمية الاولى التي توحّد الشعوب على اختلاف ثقافاتهم وتراثهم".
ولفت إلى أنه "مثلما تمكّنت مهرجانات بعلبك الدولية من لملمة جراحها واستئناف نشاطها في العام 1998، بعد أن اجبرتها الحرب الأهلية على إغلاق أبواب المجد على مدار عشرين عاماً، ها هي اليوم بإطلاقها هذا الحدث الثقافي والأول من نوعه في الشرق الاوسط، بلا جمهور، في ظلّ أزمة"كوفيد-19"، والأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في تاريخ لبنان، تبعث للبنانيين وللعالم رسالة أمل وصمود، بأنّها مستمرة على رغم كل الصعاب، وأنّ شعلتها الثقافية لن تنطفأ".
وأضاف: "صمود لطالما حسدنا العالم عليه، فانبعاثنا من جديد كطائر الفينيق عقب كل تحدي طبع مسيرة هذا البلد الصغير بمساحته، والكبير برسالته كنموذج للتنوع والاعتدال والتواصل بين الشرق والغرب والحريات".
وأشار المشرفية إلى أننا "ها نحن اليوم، ومن قلب معبد باخوس، نحتفل بمرور 100 عام على اعلان دولة لبنان الكبير في 1 ايلول 1920. احتفالية أرادها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للتذكير بتاريخنا بكل بريقه ومعاناته، لاستخلاص العبر للمستقبل، وإطلاق ورشة التحوّل من النظام الطائفي السائد إلى الدولة العلمانية الحديثة حيث الانتماء، في المقام الأول، إلى الوطن".
وذكر بأن "هذه القلعة الرومانية احتضنت في العام 1922 حفلة شعرية أحيتها مجموعة صغيرة من اللبنانيين والفرنسيين، وقد كان المفوض السامي الفرنسي آنذاك الجنرال هنري غورو، الذي جاء اعلان دولة لبنان الكبير على لسانه في عداد هذه المجموعة".
واعتبر أنّ "جمالية هذا الحفل الذي تؤديه الأوركسترا اللبنانية الفيلهارمونية بقيادة المايسترو هاروت فازليان، بمشاركة كورال الجامعة الأنطونية وجامعة سيدة اللويزة والصوت العتيق، والفنان رفيق علي أحمد، لا تكمن في الابداع الفني الذي سُيعرض فقط، بل في التضامن الانساني الراقي الذي تجسّد في تعاون كل الفنانين والموسيقيين والمشاركين في هذا العمل والقيمين عليه، عبر خلق فسحة أمل من دون أي مقابل مادي".
وأضاف: "فضلاً عن ذلك، ارتأى المنظمون ان يختتم حفل اليوم بالسيمفونية التاسعة لبيتهوفن "نشيد الفرح"، تعبيراً عن "الوحدة والتكاتف والتضامن" في الذكرى الـ250 لميلاد المؤلف الموسيقي بيتهوفن، وهو ما نحن كلبنانيين بأمس الحاجة اليه اليوم اكثر من أي وقت مضى".
وأكد أنه "لن آلو جهداً من خلال تواجدي على رأس وزارة السياحة وداخل مجلس الوزراء لحماية القطاع السياحي عبر اقرار رزمة الاقتراحات والمشاريع والتعاميم والمراسيم والإعفاءات الضريبية التي رفعتها إلى مجلس الوزراء".