لفت رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، إلى أنّ "هذه الحكومة جاءت بدعم من جهتين أساسيّتين هما "حزب الله" ورئيس الجمهورية ميشال عون، وهي قد أصبحت الآن تعاني من وضع شديد الصعوبة تسبّب به تلكؤها وعدم مبادرتها، وكذلك فقدانها للرؤية الصحيحة والروح القياديّة. وهذه الحكومة هي مستمرة الآن في موقعها بسبب أنّها موضوعة على آلات التنفّس الاصطناعي، الّذي يقدّمه لها كلّ من هذين الجانبين".
وركّز في حديث تلفزيوني، على أنّ "هذا الوضع الهشّ الّذي أصبح يسود لبنان الآن، هو إلى حدّ بعيد ناتج عن استمرار الاستعصاء الكبير على الإصلاح وعلى مدى عقود ماضية عدّة. وهذا ليس فقط من عمل هذه الحكومة، بل هو ناتج عن تقاعس وتلكؤ الحكومات الماضية والمجالس النيابية، عن القيام بالإصلاحات الّتي يحتاجها لبنان على الصعد الاقتصاديّة والماليّة والنقديّة والقطاعيّة والإداريّة؛ وأكثر من ذلك وأيضًا على الصعيد السياسي". وبيّن أنّ "هذه المشكلات الكبرى تفاقمت كثيرًا خلال العقد الماضي وابتداءً من العام 2011، وتحديدًا وبعد ذلك، خلال السنوات الّتي أصبح فيها عون رئيسًا للجمهورية".
ورأى السنيورة أنّ "هذه الحكومة قد بدأت تمثّل الآن نموذجًا للإنكار واللامبالاة، وعدم المبادرة إلى القيام بما يؤدّي إلى البدء باستعادة الثقة الّتي انهارت كليًّا ما بين المواطنين اللبنانيّين وما بين الحكومة اللبنانية والعهد الّذي يمثّله الرئيس عون والدولة اللبنانية؛ وكذلك للثقة في الطبقة السياسيّة بأجمعها"، مشيرًا إلى أنّ "المؤسف أنّ هذا الانهيار في الثقة امتدّ ليصبح فقدانًا للثقة مِن قبل المجتمعَين العربي والدولي بهم. وما نراه اليوم هو مظهر من مظاهر هذا الانهيار الكبير بالثقة ما بين الفرقاء وهذه المجموعات".
وأكّد أنّ "لبنان لم يشهد مثل هذا الانهيار وبهذه السرعة للأحوال المعيشيّة الصعبة بسبب انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية، والناتج في قسم كبير منه عن هذا الانهيار الكبير بالثقة بالعهد وبالحكومة". وعمّا إذا كان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري سيعود عاجلًا أم آجلًا إلى رئاسة الحكومة، شدّد على "أنّني أعتقد وبدون أدنى شكّ أنّ الحريري يمثّل شريحة كبيرة وواسعة من المواطنين اللبنانيّين، وليس من فئة واحدة بل من كل الفئات اللبنانية. ولكن عودة الحريري أو أي شخص آخر من الأشخاص الّذين يتمتّعون بالمواصفات الوطنيّة والقياديّة الّذين يمكن أن يُصار إلى تكليفهم من قبل المجلس النيابي لتأليف الحكومة العتيدة، وفي مقدّمهم حتمًا الحريري، محفوفة بالمخاطر".
كما شدّد السنيورة على أنّ "حزب الله" ينفّذ ما تمليه عليه إيران ودولة ولاية الفقيه، وهو يتصرّف على هذا الأساس"، لافتًا إلى أنّ "المسؤولين في إيران يرون بداية ظروف متغيّرة ربّما أن تتطوّر سلبًا بالنسبة لهم في العراق وسوريا، وهو ما يجعلهم أكثر استعصاءً على قبول الإصلاح الحقيقي في لبنان". وركّز على أنّ "الأشقاء والأصدقاء في العالم سبق لهم أن ساعدوا وبشكل كبير جدًّا وفي كل المآزق الّتي تعرّض لها لبنان، على مدى جميع العقود الماضية"، متسائلًا: "لماذا لم يبادر أولئك الأشقاء والأصدقاء إلى مساعدة لبنان الآن؟ ألأنّهم لا يريدون مساعدة لبنان، أم أنّه بسبب أنّ لبنان لا يساعد نفسه حتّى الآن؟".