أكّد رئيس "مؤسسة لابورا" الأب طوني خضرا، أنّ "لبنان لم يعد بلدًا حرًّا وهو بلد مخطوف من السياسات الإقليميّة، وشرعيّته وقراره الوطني مخطوفان"، وأشار تعليقًا على العظة الأخيرة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى أنّ "هذا أهم ما قيل في آخر 10 سنوات من قِبل السلطة الكنسيّة، وهذا الكلام نتيجة اجتماعات كثيرة".
ولفت في حديث إذاعي، إلى أنّ "الحكومة تجتمع مرّتين في الأسبوع، فما هي القرارات الّتي أخذتها؟ في الوضع الحالي، لدينا 128 نائبًا و20 وزيرًا، لم يقل أحد منهم أنّني فشلت، وأعذوني سأتقدّم باستقالتي وأنضمّ إلى الناس". وركّز على "أنّنا وصلنا إلى مرحلة بات المسؤولون يعتبرون أنّ الناس غير موجودة"، منوّهًا إلى أنّ "الإنسان يصبح مجرمًا عندما يموت الضمير عنده، والمسوؤلين لدينا أصبحوا مجرمين".
وشدّد الأب خضرا على "وجوب القيام بثورة تبدأ بكنائسنا وأديارنا ومجتمعنا، وماذا ينتظر المواطنون بعد؟"، مبيّنًا أنّ "من المستحيل أن نتمكّن ككنيسة من تأمين كلّ حاجات الناس، بغيات دولة أو انهياراها، ونحن نقوم بـ"سدّ النّش". وركّز على أنّ "أي رجل دين أو طائفة لا يجب أن تغطّي أي سياسي".
وذكر أنّ "الهجرة لا لون لها ولا طائفة، ولكن هناك خطر كبير أن يتغيّر وجه لبنان. إذا هاجر قسم كبير من المسيحيّين، سيصبح هناك خلل كبير في البلد، لأنّ المسيحيّين شقّ أساسي في البلد، ويجب المحافظة على مكوّنات لبنان"، منوّهًا إلى أنّ "حلم الأهالي أصبح تأمين "فيزا" لأولادهم، فهل هذا مقبول؟". وشدّد على أنّ "المواطنين يجب أن ينزلوا إلى الطرقات ولا يخرجوا قبل أن يأتي "حدا بيفهم يحكمنا".
كما رأى أنّ "الثوّار يجب أن يعيدوا النظر بتنظيمهم وهيكليّتهم، والناس يجب أن تعيد النظر بسبب عدم تحرّكها بعد. يجب أن تقف الناس بوجه المحاصصة والطائفيّة، والتفكير ببناء وطن، والثورة يجب أن تكبر وتكون أقوى، فنحن نثور ضدّ أنظمة أقامت جدرانًا إسمنتيّة بينها وبين الناس، ومات الوعي لديها". وكشف "أنّنا قمنا بدراسة شملت 500 شاب وفتاة لمعرفة مدى رغبتهم بالهجرة، وقد أظهرت أنّ 69% منهم يرغبون بالهجرة و16% ينتظرون الظروف الدولية و10% يريدون البقاء و5% لم يقرّروا".