إعتبر سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي في الفاتيكان فريد الياس الخازن، أن "زيارة وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي لإيطاليا كانت "مهمة جدا، وكانت نتيجة للتواصل بين السفارة البابوية في لبنان وسفارة لبنان لدى الكرسي الرسولي كما جرت العادة".
وفي حديث الى "الوكالة الوطنية للاعلام" في الفاتيكان أكد "أهمية التواصل الذي يحصل بشكل يومي مع المسؤولين في الفاتيكان، بفعل أن الكرسي الرسولي وقداسة البابا بالذات لديهما اهتمام خاص بلبنان، لذا لا تكفي متابعتي اليومية للعلاقات الثنائية بل يتوجب على المسؤولين ووزير خارجيتنا المتابعة الرسمية المتواصلة، نظرا لحجم العلاقات مع الكرسي الرسولي والعدد الكبير جدا من مؤسساته".
وأوضح ان "أجواء لقاءات وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي أول من أمس كانت إيجابية للغاية مع رئيس تجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ساندري ومع وزير الخارجية الكاردينال غالاغر. وخلال عشاء العمل الذي دعت إليه السفارة لدى الكرسي الرسولي، حضر كل من أمين سر الدولة (بمثابة رئيس الحكومة في الفاتيكان) الكاردينال بيترو بارولين والمونسنيور ساندري ووزير الخارجية الكاردينال غالاغار".
وعبر الخازن عن استيائه من "تعامل بعض الصحف بشكل سطحي مع موضوع زيارة حتي لإيطاليا، ما ساهم في تضليل الرأي العام"، وقال: "فوجئت فعلا بكلام صدر في إحدى الصحف عشية الزيارة وهو كلام جاء في مقال لم يوقع ومصادره مجهولة، يتحدث عن مصدر أوروبي دون أن يذكره، يفيد أن الفاتيكان استدعى وزير الخارجية! هل من دولة في العالم تستدعي وزير خارجية بلد آخر؟ في التلفيق إساءة لي كسفير يتواصل يوميا مع الكرسي الرسولي وأتابع يوميا الأمور. كما هناك إساءة لوزير الخارجية اللبناني وإساءة للفاتيكان، أي إساءة لثلاثة أطراف في آن واحد، ومن مصدر مجهول. إنه تشويش مقصود، لا يصب في مصلحة لبنان ومصلحة العلاقة بين لبنان والكرسي الرسولي".
وأكد انه "هناك اهتمام أكيد بلبنان الذي عانى منذ 15 سنة من الحروب و15 سنة من الحروب ومن الوصاية كي يعود اليوم ليعاني من أزمة اقتصادية- مالية. رغم تعاطف المجتع الدولي معنا، علينا أن نعلم أن دول العالم لا يمكنها أن تستنفر أجهزتها ليلا ونهارا من أجلنا خصوصا في زمن الكورونا التي اجتاحت العالم والأزمة الاقتصادية المتفاقمة في جميع دول العالم. لذا علينا كلبنانيين اتخاذ المبادرة ونقوم بواجباتنا تجاه نفسنا قبل كل شيء وليس تجاه العالم، والعمل على حث المجتمع الدولي على أن يتفاعل معنا أكثر. يجب علينا أن نستمر باتصالاتنا، لأننا بحاجة الى الدول. وعلى الدولة اللبنانية القيام بإجراءات مقنعة حتى تتجاوب الدول معنا. في لبنان للأسف يوجد منحى يعتقد ان الدول ستهتم بنا في الوقت الذي نريده نحن، بمعزل عما يجب أن نقوم به تجاه بلدنا. إنه حديث غير واقعي. في الماضي كانت الدول تساعدنا ولا تسألنا ماذا فعلنا. اليوم تغيرت الأمور: الجميع يطالبنا بالقيام بإصلاحات مقابل الدعم. الوضع تغير وهناك مساءلة".