أشار القيادي السابق في التيار الوطني الحر نعيم عون، إلى أن هناك أخطاء وأخطار مورست في الحياة السياسية أوصلتنا إلى هذا الوضع، والمشكلة في لبنان ليست تقنية، وهناك الكثير من العوامل التي تجعلك تتغير، ولا يمكن إنتاج نفس الحل الذي نجح في الماضي، وفق المعطيات وتطوراتها، ولا يمكن أن نقوم بمقاربة تقليدية لا توصل إلى تحسن، لأنها لم تجاري المرحلة التي نمر فيها، فالمعارضة التقليدية، إن نجحت، لن نصل إلى الإصلاح أو النتائج التي ينتظرها الناس، والحل أولا هو تغيير السلوكيات، وهذه السلطة غير قادرة على ذلك، وهذه الحكومة بالظروف الوالوقت الذي اتخذته كان يجب أن تحضر نفسها، والحكومة لم تقدم سوى الكلام الفارغ".
واعتبر القيادي السابق خلال حديث تلفزيوني، أن "اللبناني يغيب 10 سنوات عن لبنان ويعود ليجد الوضع على ما هو عليه، واللبنانية بغالبية اللبنانيين يعرفون المشكلة، والمشكلة أن السلطة القائمة تريد المحافظة على المكتسبات، من دون الإعتراف بالتغييرات التي حصلت، أو مقاربات جديدة نتيجة الظروف الإستثنائية الإقتصادية المالية، ولم نصل إلى هنا فقط بسبب مؤامرات، بل بسبب الفساد والهدر والسرقات على 30 سنة، وجميعهم لعبوا نفس اللعبة، والتيار الوطني الحر عند دخوله السلطة، بدلا من تغيير المسار، أتى شخص ودخل إلى اللعبة التقليدية، وهناك مسؤولية لكل إنسان بموقع السلطة بالإيجابية والسلبية، وعلى رجل الدولة أن يطبق القوانين ويكشف الفساد والسرقة".
ولفت نعيم عون إلى أن هناك مقاربة تقليدية لمشكلة إستثنائية، والمشكلة ليست تقنية بل مشكلة سلوكيات من المواطن للسلطة ومن السلطة للمواطن، والشعب اللبناني أخطأ وهو يدفع الثمن، والمسؤولية تقع عليه بالإنتخابات، لكن ذلك لا يعني أن من حق السلطة أن تتصرف بهذه الطريقة، وانا أعتقد أننا ذاهبون على انفجر، لأن هناك إستحالة لهذه السلطة أن تكمل، ونحن بحاجة للمال من الخارج بشروط، والسلطة غير قادرة على تلبيتها".
واعتبر عون أن "الظروف أتاحت لي الإطلاع على كواليس الأمور السياسية، وهناك مؤشرات تدل على ما سيحصل وكانت واضحة، إلا أنه لم يتم تدارك الأمور"، موضحا أننا في لبنان "عدنا إلى الوراء وعلى مشارف موت حقيقي للبلد، ومن لا يعترف بذلك هو إنسان مريض، ونعم يوجد مخرج، والممر للمخاض سيكون أكثر قساوةً من الآن".
وشدد عون على أن "الوزير السابق ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أخطأ وارتكب جريمة بحق خط تاريخي كبير جدا، ونحن حذرنا من الوضع منذ زمن، لكن لم يكن صوتنا مسموعا".