بعد إستقالته على خلفية الضغط الذي حصل بعد الإساءة التي صدرت منه بحق البطريرك الماروني الراحل الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، سيعود الرئيس السابق للإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر إلى منصبه من جديد، عبر إعادة إنتخابه من قبل هيئة مكتب المجلس التنفيذي.
في بعض الأوساط النقابية، لا سيما لدى عدد من الشخصيات المسيحية، إعتراض على هذا السيناريو، حيث يعتبر البعض عودة الأسمر إلى منصبه إساءة تفوق السابقة، وبالتالي ترى أنّ من المفترض كان طيّ هذه الصفحة بشكل نهائي، بالرغم مما يُقال عن رضى كنسي على هذه الخطوة، بعد أن كان نائب رئيس الإتحاد حسن فقيه يتولى الرئاسة بالإنابة، نظرا إلى وجود رغبة لدى بكركي في الحفاظ على المواقع المسيحية.
في هذا السياق، تشير مصادر معنيّة في هيئة مكتب المجلس التنفيذي، عبر "النشرة"، إلى أن مشكلة الأسمر في الأساس لم تكن نقابيّة، بل تصف ما حصل معه بـ"السقطة" التي تم إستغلالها إعلامياً لـ"تهشيم" الرجل، وتلفت إلى أن لا علاقة لعمل الإتحاد بما حصل، في حين أن قراره بالإستقالة من رئاسة الإتحاد حينها جاء من تلقاء نفسه، لكنها توضح أنه في المقابل كان، طوال الفترة الماضية، على رأس نقابته وإتحاد المصالح المستقلة وعضواً في الهيئة.
وتوضح هذه المصادر أن الأسمر كان يسعى إلى إعادة الإعتبار لشخصه، واليوم الأسباب التي دفعته إلى الإستقالة لم تعد موجودة بعد الزيارات المتكررة التي قام بها إلى بكركي، بالإضافة إلى الصفح عنه من جانب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مع العلم أن المحكمة التي كانت تتابع القضية قررت منع المحاكمة عنه.
على الرغم من تشديد المصادر نفسها على أن ما سيحصل، ظهر اليوم، هو إنتخاب لرئيس الإتحاد العمالي العام، أي ملء الشغور بعد أن كان فقيه يشغل المنصب وليس إعادة الأسمر إلى منصبه، نظراً إلى أن الإستقالة كانت قد قُبلت عند تقديمها من قبل هيئة مكتب الإتحاد، تؤكّد أن ليس هناك من إعتراض على هذا التوجه، وبالتالي الأمور تتّجه نحو إعادة إنتخابه من جديد إلا إذا حصل أمر غير متوقع.
وفي حين تشير المصادر المعنية في هيئة مكتب المجلس التنفيذي إلى أن الأسمر في الأصل كان قد قدم تجربة ناجحة على المستوى النقابي، وفي هذا الظرف بالذات من الضروري أن يصار إلى إنتخاب رئيس للإتحاد، ترى أن عودته ستكون قيمة مضافة للإتحاد، وتلخص ما حصل من تطورات بالقول: "من اتخذ موقفاً سلبياً منه في الماضي لان تجاهه اليوم".
من جانبه، يؤكد أحد أعضاء مكتب الهيئة، عبر "النشرة"، أن الأسمر أرغم على الإستقالة، في الماضي، بالرغم من وجود أعضاء كانوا رافضين لذلك، ويوضح أن المعالجة الأساس كانت من جانبه مع بكركي، ويرجح أن يعاد إنتخابه بما يشبه الإجماع، نظراً إلى أن القوى الممثلة في المكتب ليس لديها أيّ إعتراض على ذلك، ويشير إلى أنه بالنسبة إلى القوى المسيحية، "التيار الوطني الحر" غير ممثل في الهيئة، بينما هناك من يمثل توجه حزبي "الكتائب" و"القوات اللبنانية"، ولا يبدو أن هناك إعتراضاً على إعادة إنتخاب الأسمر من جديد.
في هذا الإطار، توضح مصادر مقربة من "القوات اللبنانية"، عبر "النشرة"، أن الحزب لا يتعاطى في الموضوع، خصوصاً أن هذه المسألة نقابية بالدرجة الأولى، لا بل تذهب إلى الحديث عن أن الحزب غير ممثل بصورة مباشرة في مكتب هيئة الإتحاد، إلا أن السؤال الأساسي يتعلق بموقف أمين شؤون علاقات العمل في المجلس جورج علم، الذي يوضح، في حديث لـ"النشرة"، أنه لم يتّخذ قراره بعد من هذه المسألة، حيث من المفترض أن يأتي بعد التواصل مع رؤساء الإتحادات التي يمثلها.
ويشير علم إلى أن ما يهمه هو رأي الكنيسة، ويعتبر أنه بحال لم يكن لديها رفض يصبح لديه حرية الإختيار، لكنه يكشف لدى سؤاله عما إذا كان قد تواصل لمعرفة موقفها أنها لا تتدخل في شؤون أصحاب المصالح.