من تابع حركة السفيرة الاميركية دوروثي شيا من عين التينة الى السراي يعتقد للوهلة الاولى ان هناك متغيرات جذرية في الموقف الاميركي من لبنان وحكومة الرئيس حسان دياب ومن العهد والشعب اللبناني.
وتشير اوساط واسعة الاطلاع في تحالف "حزب الله" و8 آذار الى ان كل المعطيات المتوفرة لا تشير الى تبدل في موقف اميركا، لا من الحكومة، ولا من رئيسها ولا من العهد. وما فعلته السفيرة الاميركية مجرد "تمويه" للايهام انها لا تعمل في اتصالاتها على التحريض على الحكومة.
وتؤكد الاوساط ان الموقف الاميركي الفعلي والحقيقي، لا يزال كما عبّر عنه وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو، والذي اعلن فيه بشكل واضح عن رفض الادارة الاميركية تقديم مساعدات من جهة. ومن جهة ثانية تهديدها بأنها ستمنع وصول المساعدات الى لبنان.
وتلفت الاوساط الى ان الحديث عن سعي لتحقيق رغبة العدو الاسرائيلي بترسيم الحدود البحرية من دون البرية ليتمكن من تلزيم البلوكات مطلع تشرين الاول، لن يتحقق الا وفق الاجندة اللبنانية الموضوعة ويعرفها الاميركيون جيداً من خلال التفاوض السابق في هذا الملف مع ديفيد شينكر وقبله ديفيد ساترفيلد. وتقول ان لبنان لا يعنيه ما تريده شيا في ملف ترسيم الحدود البحرية وانها تربط اي حلحلة اميركية او تخفيف للعقوبات والحصار بقبول لبنان بالشروط الاسرائيلية لترسيم الحدود البحرية ولا سيما في البلوكات 7و8 و9، ليس مقبولاً لبنانياً.
وتشير الى ان الموقف الرسمي للحكومة والدولة اللبنانية في ملف الحدود يعبر عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري وهو موقف موحد من الحكومة الحالية والسابقة كما ان "حزب الله" موافق عليه.
وتلفت الى ان الموقف اللبناني لم يتبدل، وهو ينص على التمسك بكل المنطقة الاقتصادية الخالصة والبالغة مساحتها 860 كلم ويصر على تلازم تحديد الحدود في البر والبحر في الوقت نفسه. كما يرفض اي مفاوضات مباشرة مع العدو او رعاية اميركية مباشرة لهذه المفاوضات لكون واشنطن طرف منحاز الى العدو، والمقبول هو مفاوضات غير مباشرة برعاية الامم المتحدة.
اما موقف "حزب الله"، فتؤكد الاوساط انه منسجم مع الموقف اللبناني وكما اعلن السيد حسن نصرالله المقاومة وراء الدولة والحكومة في اي قرار تتخذه ولا سيما مجلس الدفاع الاعلى لجهة المواجهة مع العدو وردعه من المس بأي من ثروات لبنان المائية والنفطية واستعداده للدفاع عن اخر نقطة مياه وحبة تراب لبناني.
وتقلل الاوساط من فرص اي تقدم في هذا الملف لرفض لبنان التنازل ولمحاولة الاميركيين تحقيق المطالب الاسرائيلية، وعليه لن يكون لزيارة ديفيد شينكر المتوقعة قريباً اي نتائج سريعة ما لم يقبل العدو بالشروط اللبنانية.
اما في ملف الحصار الاميركي الاقتصادي والمالي، وتهديد واشنطن بمنع وصول اي مساعدات من الشرق او من الدول العربية والخليجية تحديداً، تقول الاوساط ان الجهود والاتصالات اللبنانية التي يقودها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع قطر والكويت قد تثمر ايجابياً وهي ليست مرتبطة بمنع او بسماح اميركي، رغم انها لا تتوقع ان تكون المساعدات الا من باب المساعدات الانسانية او الغذائية او الطبية من دون التشكيك بالنوايا الطيبة لدولتي الكويت وقطر تجاه لبنان. وتلفت الى ان حراك اللواء عباس ابراهيم مكلفاً من الرئيس عون وكممثل شخصي له يؤكد وجود نواة نتائج ايجابية قد تتحقق.
ولا تغفل الاوساط الاشارة الى ان مواقف السيد نصرالله الاخيرة ومسارعة الحكومة الى التوجه شرقاً عززا من فرص تامين المساعدات خارج الرغبة الاميركية وكسر حصار واشنطن عربياً وخليجياً.
وتشير الى ان من المبكر الحديث عن تبدل نوعي اميركي في المنطقة ولبنان، قبل معرفة الرئيس الاميركي دونالد ترامب وجهة سير ولايته الرئاسية الثانية والانتخابات المزمع اجراؤها مطلع تشرين الثاني المقبل.