أشارت مصادر واسعة الاطلاع عبر "الراي" الكويتية، إلى أن لبنان بات عالقاً بين ناريْ الاشتباك الأميركي - الإيراني الذي يُعتبر حزب الله محوراً رئيسياً فيه، والأزمات المتناسلة من النكبة المالية - المصرفية - النقدية - الاقتصادية التي تتسع مَظاهِرُها الكارثية التي يزيد من وطأتها السيناريو المرعب الذي يطلّ برأسه مجدداً من جبهة كورونا التي تستمرّ في نشاطها القياسي من الإصابات التي أخذت تتفلّت من دائرة التتبّع.
وإذا كان السباق سيشتدّ في الفترة المقبلة بين الأشهر الصعبة على الصعيد الاقليمي - الدولي وبين الأسابيع الأصعب داخلياً والتي تواكبها انتفاضة 17 تشرين بمحاولة تجديد الثورة ابتداءً من اليوم، فإنّ المصادر لاحظتْ تَعَمُّق النزول المباشر للولايات المتحدة وإيران على ساحة الصراع في لبنان وعليه وسط حسْم وجودِ اصطفافٍ عربي - دولي على قاعدة أن الإنقاذ مفتاحُه الإصلاح والنأي بالنفس الذي صار له عبر الكنيسة المارونية عنواناً جديداً هو الحياد الذي أخذ يتحوّل نقطة جذْبٍ لتقاطعاتٍ داخلية وخارجية.
وفي هذا السياق توقفت المصادر عند الموقف الحازم لواشنطن بلسان وزير الخارجية مايك بومبيو من أن المطلوب وقف الفساد وحكومة لبنانية غير خاضعة لتأثير حزب الله الارهابي، وعندما تظهر حكومة كهذه سيساعد العالم وصندوق النقد الدولي لبنان، وهذا موقف الادارة الأميركية الحالية والمقبلة، وعند التقارير المتزايدة، وآخرها لقناة العربية أمس، عن رزمة عقوبات جديدة تابعة لقيصر، ستصدر قبل نهاية الشهر الجاري وتتضمّن شخصيات سياسية لبنانية ورجال أعمال إلى جانب شخصيات سورية، في موازاة لائحة أخرى ستصدر قريباً وتضمّ شخصيات متورّطة بالفساد ونهب المال العام (قانون ماغنيتسكي)، وسيكون لها وقع كبير على مجريات السياسة اللبنانية الداخلية.
وتوقفت المصادر كذلك عند تأكيد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبداللهيان أنه قدّم مرات عدة في مفاوضاته بصفته نائب وزير الخارجية مع كبار المسؤولين في لبنان خطة طهران التقنية للإنشاء الفوري لمحطتين كبيرتين للطاقة والكهرباء ضمن المعاییر التقنیة والذي يمكن أن یحسم كل مشاکل الكهرباء، مضيفاً: لقد أعاقت ذلك أميرکا، وما زلنا مستعدّين.