لفت النائب شامل روكز في حديث صحفي إلى انه "هناك حالة من الوجع والغضب والقرف واليأس تعم جميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، وليس فقط جمهور ثورة 17 تشرين الأول، والمفارقة انّ احداً في السلطة مش فارقة معو. وكأنّ الطبقة الحاكمة فقدت اي صلة بواقع الناس وهمومهم، وانا انبّه الى انّه اذا استمر الوضع في سلوك هذا المنحى الانحداري فسنكون خلال شهري آب وايلول امام موجة هجرة غير مسبوقة للشباب اللبناني".
وأوضح روكز، انّ التحرّك الشعبي الذي دعا الى المشاركة فيه اليوم، "يهدف من جهة الى الضغط على السلطة، ومن جهة أخرى الى اعطاء الناس الغاضبين فرصة للتعبير عن نقمتهم على الوضع بطريقة سلمية ومنضبطة، من دون تحطيم الأملاك العامة والخاصة ولا قطع الطرقات، بحيث نعيد النضارة الى الثورة ونقدّم نموذجاً حضارياً عنها".
واعتبر روكز، انّ تظاهرة اليوم هي صرخة موجّهة ضدّ كل التركيبة الحاكمة بلا استثناء، "بدءاً من الحكومة "المبلطة"، الى كل المستويات الاخرى في السلطة". وأضاف "نعم.. لا استثني احداً، مني وجرّ، إذ اننا كنواب "ما طلع من أمرنا شي"، وبالتالي انا احمّل نفسي جزءاً من المسؤولية عن الأزمة المتفاقمة، مروراً بالسلطة التنفيذية، وصولاً الى رئاسة الجمهورية والتيار الوطني الحر، الممثل بحصّة وازنة في الحكومة الفاشلة، وصاحب التجربة الطويلة ولكن المخيبة للآمال في وزارة الطاقة، التي كانت ولا تزال تستنزف الخزينة وتشكّل احد مزاريب الهدر الكبيرة، شأنها شأن وزارات أخرى كالاتصالات، وصندوق الجنوب وصندوق المهجرين ومجلس الإنماء والاعمار، وغيرها من مكامن الهدر والفساد في الدولة، من دون أن نغفل أيضاً ارتكابات المصارف والبنك المركزي".
وتوقف روكز عند "المماطلة المريبة" في التعاقد مع شركة للتدقيق المالي، "الأمر الذي يؤشر الى أنّ هناك من يزعجه هذا التدقيق، ويحاول استبعاده او تأخيره تخوفاً من تبعاته ونتائجه". ولفت روكز الى انّ المطلوب فوراً تغيير الحكومة الحالية، التي اخفقت في مواجهة التحدّيات، بعدما اخذت فرصتها، مطالباً بتشكيل حكومة من المستقلين الأكفاء بصلاحيات استثنائية، تنفّذ الإصلاحات، التي من دونها لا امكان للحصول على دعم دولي للبنان، وتضع قانون انتخاب جديداً، يمهّد لانتخابات نيابية تفرز مجلساً مختلفاً، لانّ القانون الحالي سيعيد إنتاج التركيبة نفسها.
وحذّر روكز من أنّه اذا لم يحصل التغيير سريعاً ولم يتمّ إحداث الصدمة الايجابية قبل فوات الاوان، "سنكون امام احتمالين أحلاهما مرّ، فإما يفرغ لبنان من شبابه وطاقاته ويُصاب بالشيخوخة والتصحّر، وإما يقع الانفجار الكبير، من خلال اندلاع ثورة عنفية، لن تستطيع القوى العسكرية والامنية السيطرة عليها، ما سيسمح بعودة حكم الميليشيات التي يبدو أنّ لدى البعض حنيناً اليها".
وتعليقاً على مطالبة البطريرك الماروني بشارة الراعي بحياد لبنان، شدّد روكز على انّه لا يجوز أن يكون هناك حياد إزاء خيار العداء لاسرائيل ودعم القضية الفلسطينية، لافتاً الى تأييده للمفهوم الذي شرحه الراعي بعد لقائه الرئيس ميشال عون، والمستند الى قاعدة تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية، "لأن اللي فينا مكفينا".