أشار رئيس الاتحاد الماروني العالمي سامي الخوري أنه "بعد عظة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الديمان منذ أسبوعين والتي اعتبرت خارطة طريق وضع فيها الاصبع على الجرح، أخذت التطورات واللقاءات منحى أظهر التفاف اللبنانيين حول المواقف الوطنية الأخيرة لسيد بكركي".
واعتبر الخوري أن "تفسير زيارته أمس إلى بعبدا والتصاريح التي أطلقت هناك دلت على نوع من المهادنة، لذا يهم الاتحاد الماروني العالمي التشديد على النقاط التالية: إن من "أعطي له مجد لبنان" عليه أن يتحمل ايضا تبعات هذا العطاء، وبالتالي التحلي ببعد النظر الكافي لتأمين صوابية هذه المقولة والإبقاء على هذا المجد براقا ناصعا، ومن هنا فالجميع يتطلع وقت الصعاب وتهديد المصير إلى بكركي لترشده نحو الطريق القويم"، مشيرا الى أن "لبنان، وهو يمر في أصعب الأزمات التي تكاد تخنق شعبه وتطيح بمؤسساته وقد بناها بالجهد والعرق والدم لتأمين استمراريته واستقراره الأمني والاقتصادي، يجد نفسه فريسة لتعنت البعض وتماديهم في استغلال سكوت الأكثرية عن تجاوزاتهم والتي تأخذ البلد إلى محور اقل ما يقال فيه أنه يتنافى مع كل تطلعاتهم في العيش الكريم والحر والمنفتح على الكل بدون استثناء. وهو إذ يرهبهم بسلاحه ويوئد أحلامهم بالطمأنينة والعيش الرغيد، يقودهم إلى مواجهة لا ضرورة لها ولا أمل فيها ترهق كاهل الوطن وتفقر شعبه بدون سبب إلا مراضاة أحد وجوه الاحتلال الجديد والامبراطوريات العائدة من غابر العصور".
أضاف: "إن الشعب اللبناني بأكثريته الصامتة يرى في الموقف الناتج عن عظة السيد البطريرك في الديمان والتي حدد فيها مطالب اللبنانيين بالخروج من دوامة العنف التي ترسم لهم والعودة إلى تنفيذ القرارات الدولية التي تتعلق بلبنان والتي تكمل اتفاق الطائف وروحية الدولة المسؤولة عن كل رعاياها بدون تمييز وعلى رأسها تسليم كافة الأسلحة وحل كل المليشيات اللبنانية وغير اللبنانية المتواجدة على أراضي دولة لبنان ومن ثم التزام مبدأ الحياد عن كل صراعات المنطقة، هذه المواقف هي وحدها ما يمثل أملا للبنانيين بغد واعد ومستقبل زاهر يعيد للوطن دوره وللشعب حريته وهامش الديمقراطية التي تمنحه القدرة على رسم مصيره والإمساك بالقرارات الصائبة تشريعا وتنفيذا".
وتابع :"حبذا لو أن الجالسين على الكراسي قدر لهم أن يستوعبوا مطالب الشعب وينفذوا تطلعاتهم. ومن هنا نقدر موقف صاحب الغبطة ونحثه على الثبات في هذا الموقف لأن الشعب كله سيهب لمساندته ليثبت للعالم أجمع بأن لبنان لا يزال وطنا قابلا للحياة وشعبه جدير بالاستقلال واختيار من يمثله بغياب سلطة السلاح وتغطيته للفاسدين الذين أوصلوه إلى مستوى الفقر لا بل المجاعة وهم يخيفونه كلما أراد التحرك بالفتنة وقوة السلاح المتفلت والمفروض عليهم من قبل الاحتلال"، مؤكدا أن "الاتحاد الماروني العالمي بما يمثل من طاقات خاصة في بلاد الانتشار يهمه أن يكون موقف سيد بكركي موقفا وطنيا بامتياز لا يراعي الحساسيات الداخلية ولا يساوم على الأمور المصيرية بل يرسم طريق الخلاص بدون خوف أو وجل لأن اللبنانيين كلهم يقفون خلفه وموارنة الانتشار يساندون تطالعاته عندما تمثل المواقف الوطنية التاريخية. فكفانا مسايرة وتدوير زوايا لأن الوطن يكاد يغرق في بحر التنازلات التي لم ينل لبنان منها سوى التبعية والفقر".