لفت النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم الى أن "مواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الأخيرة ليست جديدة على لبنان واللبنانيين، وليست المرة الاولى التي تتخذ فيها بكركي موقع الدفاع عن سيادة لبنان وتطالب بتحييده عن الصراعات الخارجية"، مشددا على أن "هذا الموقف للبطريرك الراعي لا يستهدف أي جهة سياسية لبنانية وغير لبنانية إنما هو نابع من قناعة بكركي بان الحياد هو المدخل الرئيسي لحل الأزمات التي تهز كيان لبنان".
واكد مظلوم في تصريح لصحيفة "الأنباء" الكويتية أن "هذا الموقف البطريركي لم ينته فصولا، بل أخذ بالتوسع ولم يعد محصورا ببكركي، بل هناك جهات سياسية ومدنية من كل الفئات والطوائف اللبنانية تؤيد وتدعم هذا المطلب المحق وترى فيه قبلة الخلاص من مشاكلنا".
وعما قيل ان البطريرك الراعي تسرع باستقبال السفير الإيراني على اثر مطالبة الاول رئيس الجمهورية بفك الحصار عن الشرعية اللبنانية وبتحييد لبنان عن الصراعات الخارجية، أوضح أن "البطريركية المارونية منفتحة على الجميع وتستقبل الجميع من سفراء وزعامات وقيادات سياسية وعسكرية دون أي تمييز بين هذا وذاك أيا تكن توجهاته السياسية، وبالتالي فان زيارة السفير الايراني للديمان وكل الزيارات معترضة كانت أم مؤيدة وداعمة مرحب بها لكنها حتما لا تبدل بقناعات سيد بكركي ولا تحد من مطالبته بسيادة لبنان وبتحييده عن مشاكل المنطقة"، منبها الى أن "دور بكركي التاريخي في اقامة الدولة اللبنانية هو من أولوية مسؤولياتها، ولا يستطيع أي بطريرك ماروني ان يتنكر سواء لأسلافه أو لالتزام بكركي بالدفاع عن الشرعية اللبنانية وعن سيادة لبنان واستقلاله".
وأشار مظلوم الى أن "المشكلة مع الحكومة كبيرة جدا خصوصا لجهة عجزها عن تنفيذ ما وعدت به، فاللبنانيون يتضورون جوعا ويغرقون في اتون الفقر والعوز فيما الحكومة تتفرج دون اتخاذ ما يلزم من اجراءات وقائية انقاذية، علما ان العديد من الزعامات والقيادات السياسية يرى ان الحواجز المقامة أمام الحكومة لا تأتي من الخارج بقدر ما هي صناعة محلية من قبل فئات وأحزاب سياسية تشكل مرجعية هذه الحكومة، واغرب ما في الأمر ان تلك المرجعيات وبحسب المراقبين والمحللين المحليين والدوليين ترفع راية الإصلاح وتقف في وجهه، بالرغم من أن الإصلاحات المالية والإدارية شرط أساسي لحصول لبنان على دعم صندوق النقد والدول المانحة.