أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى أن طرح الحياد الذي أعلن عنه لقي تأييداً واسعاً وشكل مادة للكثير من المقالات والحوارات، حيث وجد فيه الكثيرون منفذاً لنفق كان مظلم سياسياً وإقتصادياً ومالياً وإجتماعياً.
وخلال قداس احتفالي لمناسبة عيد القديس شربل، بمشاركة شبيبة لبنان، في بازيليك سيدة لبنان حاريصا، لفت البطريرك الراعي إلى أنه "إذا عدنا إلى البيانات الوزارية المتتالية، من العام 1943 إلى العام 1980، نجد في كل بيان وزاري إعتماد لبنان الحياد وعدم الإنحياز وتعزيز علاقات الإحترام المتبادل بعيداً عن أي دخول في أحلاف ونزاعات وصراعات إقليمية ودولية".
وشدد البطريرك الراعي على أن "نظام الحياد يحمي مصير لبنان من الضياع في لعبة الأمم ومن أخطار العبث بهويته ونظامه، وهو الترجمة السياسية والدستورية والسلوكية للإعتراف بنهائية لبنان كما ورد في مقدمة الدستور"، لافتاً إلى أنه "بطرحنا نظام الحياد نريد إنقاذ شعب ووطن وهو ليس موقفاً عابراً تجاه نزاع آني بل فلسفة وجود وثقافة حياة ونظام سلام ووحدة وإستقرار".
وشدد على أن "المطلوب أن لا يأخذ أحداً موقفاً من نظام الحياد إنطلاقاً من إنتماءاته الطائفية أو المذهبية أو الحزبية أو المناطقية، بل إنطلاقاً من إنتمائه إلى لبنان المحايد في ممارسته كدولة وإنطلاقاً من موقع لبنان في الشرق الأوسط والعالم"، مؤكداً أن "الإنحياز أهلك الدولة أما الحياد فسينقذها".