أحيت "عيلة مار شربل" في الولايات المتحدة الأميركية، عيد القديس شربل بقداس احتفالي في مزار سيدة لورد في ولاية ميريلاند، حيث يقع أوّل مزار للقديس شربل في الولايات المتحدة، الّذي أضحى مقصدًا للزوّار من مختلف المدن الأميركية من أجل الصلاة والتبرّك من القديس شربل وطلب شفاعته.
ترأس القداس أحد كهنة المزار الأب تيودور ترينكو، وشارك فيه حشد من أبناء الجالية اللبنانية ومن "عيلة مار شربل" وجمع من المؤمنين. وقد رنّمت الجوقة خلال القداس التراتيل باللغتَين العربية والإنجليزية.
وعرض الأب تيودور في عظته، لبداية مسيرة حياة القديس شربل في دير عنايا ومحبسة القديسين بطرس وبولس، حيث عاش رسالته الرهبانية ملتزمًا بالمبادئ والقيم الإنجيلية، ولفت إلى أنّ "القديس شربل أمضى 23 عامًا في محبسة عنايا حيث كان يخصّص نهاره للصلاة والعمل والنسك، فيما يمضي الليل أمام القربان المقدس". وشدّد على "ما بذله القديس من عمل شاق مع أخوته الرهبان الأصغر سنًّا من دون أي شكوى أو تذمّر، وهو بذلك عاش حياته كما يسوع المسيح المصلوب. كما أنّه بذل معظم وقته في الصلاة لوالدة الله مريم العذراء".
وأشار إلى أنّ "عجائب الشفاء بدأت حتّى خلال حياة القديس، حيث تقاطر الناس من كلّ مكان إلى دير عنايا طلبًا لشفاعته عند الله، وهو صلّى من أجل شفاء جميع المرضى والمتألمين"، مركّزًا على أنّه "منذ وفاته وصعوده إلى الملكوت السماوي وحتّى اليوم، لا تزال تتحقّق الآلاف من الشفاءات والأعاجيب بشفاعة القديس شربل"، مؤكّدًا أنّ "هذا الأمر ينير أمام المؤمنين الطريق لإظهار الله لقوّته الإلهيّة، الّتي هي اليوم تحصل من خلال المعجزات العديدة الّتي تحدث في جميع أنحاء العالم من خلال شفاعة القديس شربل".
وسأل: "ما الّذي جعل الراهب شربل استثنائيًّا ومميّزًا حتّى في أيّام رهبانيّته وصوًلا إلى إعلانه قديسًا على مذابح الكنيسة؟"، موضحًا أنّ "الجواب على ذلك يتمثّل في طاعته الكاملة لله، وهو على مثال الرسل في الإنجيل حيث تخلّى القديس شربل عن كلّ شيء وتبع يسوع المسيح، وهو أمضى حياته الرهبانية في الصلاة والتأمّل والصمت وكان دائمًا مستجيبًا لإرادة الله، فتخلّى عن كلّ شيء في هذه الدنيا وسلّم مشيئته لله الّذي حدّد مسار حياته".
وذكر تيودور أنّ "كلّ شيء حصل مع القديس شربل كان من الله ولله"، مبيّنًا أنّه "بما أنّ القديس شربل تخلّى عن كلّ شيء لله فهو حصل على وعد الله بأن رفعه قديسًا على مذابح الكنيسة"، منوّهًا إلى أنّ "القديس شربل هو مثال لنا جميعًا لكي نحيا بشفاعة الله، وأن نحيا بالصلاة والتأمل والعمل من أجل خير وخلاص العالم أجمع، حيث أنّ علينا جميعًا كمؤمنين أن نقبل كلّ ما يطلب منّا الله أن نقوم به". ولفت إلى "أنّنا لن نستطيع أن نخلص أنفسنا إذا واصلنا وضع حدود لما يطلب منا الله القيام به".
بعد القداس، شارك المؤمنون في زياح القديس شربل، حيث حمل الكاهن ذخيرة القديس ونزل بها بين المؤمنين ليباركهم بها.