أكد أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين - المرابطون العميد مصطفى حمدان في تصريح بعد اجتماع هيئة التنسيق للقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية في مقر الحركة، انه "لا يمكن ان يطبق الحياد في لبنان لا من قريب ولا من بعيد، وليس الوقت اليوم لطرح هكذا مواضيع نظرا للتحديات الوجودية التي يواجهها لبنان سواء من العدو اليهودي او من التهديدات المترتبة عن الحرب الناعمة في ترتيب الوضع الداخلي"، معتبرا أنه "يمكن ان يكون هناك وجهات نظر حول الحياد، لكن لا يمكن ان نقبل بنظرية ان هوية لبنان هي الحياد، فمن يسوق هذه النظرية يعمل على اعادة كتابة دستور الطائف وإقامة ترتيب لواقع جديد، وهذا الامر مرفوض في مرحلة يسعى فيها البعض الى تقسيم لبنان وتفتيته".
وقال: "لبنان بحسب الدستور، عربي الهوية والانتماء ووطن مستقل سيد ونهائي لكل أبنائه، وهذه نظرتنا الى الحياد، اما اذا كان المقصود من نظرية الحياد عن المقاومة التي استطاعت ان تحقق الانجازات ما قبل التحرير الى التحرير وبعده في النصر الالهي الذي حققته في العام 2006، بالتعاون مع الجيش والاحتضان الشعبي، فإن ما نعيشه اليوم من امن واستقرار هو نتيجة حق اللبنانيين في هذه المقاومة التي لم تحيد نفسها بالدفاع عن اللبنانيين جميعا. واريد القول لهؤلاء الذين يطرحون الحياد ويتكلمون عن الحياد الايجابي، وأسمح لنفسي القول انه لو لم تتخذ المقاومة القرار بالانخراط في الحرب السورية للدفاع عن لبنان وحدوده، لكان هؤلاء الذين ينادون اليوم بالحياد اول الهاربين من لبنان، ولكانوا غادروه في أول طائرة، ولما كانوا اليوم يتكلمون عن الحياد. لذلك الكلام عن الحياد غير مقبول وليس في وقته، ولنوفر على اهلنا المزيد من التوتير والمشاكل في ظل الهموم التي يتخبط بها اللبنانيون".
ودان حمدان "الصرف التعسفي للموظفين في الجامعة الاميركية"، معتبرا انها "جريمة انسانية في ظل فساد وافساد. فصرف 850 عاملا بالطريقة التي تمت، تهدف الى اثارة البلبلة في ظل الضغوطات السياسية وواقع لبنان الذي يقاوم الحصار والضغوطات ويتصدى للعدو اليهودي"، مطالبا وزارة العمل "التي لم نر منها اي تحرك غير تصريح من وزيرة العمل بأنها قلصت صرف 1200 عامل الى 850، وهذا لا يكفي، ونتمنى عليها التدخل المباشر لحماية العمال واجبار الجامعة على اعادتهم وايجاد حل بديل لابقائهم في عملهم، ولو من خلال استمرارهم بالعمل بنصف دوام او برواتب أقل، لكن من غير المقبول ان ترمي الجامعة 850 عاملا في الشارع ولديهم عائلات، بحجة ان ليس هناك من أموال في الجامعة"، داعيا الحكومة الى ان "تتخذ القرار الصارم لحماية العمال المصروفين".
بدوره، رأى منسق اللقاء النائب السابق كريم الراسي أن "من يحيد نفسه في أي موضوع لا ينتمي الى الهوية الوطنية وليس له وجود أساسي ويعتبر مومياء. ففي لبنان لا يمكننا أن نكون على الحياد، خصوصا في القضايا العربية، ولا يمكننا أن نكون حياديين في ما يتعلق بموضوع تحويل كنيسة "آية صوفيا" إلى مسجد، ولا يمكننا أن نتهاون في ما يجري في القدس من انتهاكات وتعديات اسرائيلية لكنيسة المهد وباقي المقدسات، ولا يمكن للبنان أن يحيد عن الجامعة العربية لأنه أحد مؤسسيها ونحن كمواطنين لبنانيين عروبيين لا يمكننا أن نبقى أيضا على حياد من القضية الفلسطينية والعدوان الاسرائيلي وخصوصا في فلسطين".
وشدد على أنه "لا يمكن أن يكون لبنان محايدا، لأن له هويته وانتماءه العروبي وله دور أساسي في كل ما يجري في المنطقة العربية، وهذا الدور أثبتته مقاومة عسكرية شريفة، أعطتنا كل هذا الزخم لتأكيد هوية لبنان وعروبته، ونراها اليوم تتعرض لجميع الحروب الناعمة من اقتصادية وسياسية ومالية. ونقول للذين يحاولون محاصرة المقاومة أنها باقية ومستمرة ولا يمكن لأي كان أن يغير رأينا وانتماءنا لها مهما حاولوا محاصرتنا وتجويعنا لأننا مررنا بأيام أصعب ولم يستطيعوا فعل أي شيء".