عقد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، لقاءً حوارياً في إقليم الخروب مع جهاز وكالة داخلية الحزب في المنطقة، وأكد في تصريح أنه يتابع "أخبار الإقليم بعد التغيير الذي حصل على كل المستويات النيابية ووكلاء الداخلية الذي حصل ليس فقط في الاقليم. صحيح أننا في الانتخابات الأخيرة خسرنا نتيجة هذا القانون الذي حاولنا تعطيله وتأخيره، لكن هناك ثنائي ربح وثلاثي خسر، ونحن، "رحنا فراطة معه"، وعلينا أن نقبل لأن هناك قوى، أو معادلة، معينة لم نستطع مواجهتها أو بالأحرى نحسن شروطنا"، معتبرا أنه "لا بد من التغيير. كلنا أصبحنا جزءاً من الماضي، وأنتم جزءٌ من المستقبل، والمستقبل فيه ربما تحديات أكثر بكثير، فمن كان يعلم أننا سنصل إلى هذه الحالة الاقتصادية وكورونا".
وأشار الى أن "وزير خارجية فرنسا اليوم جاء يرجونا. قال كلامه سابقاً في باريس، واليوم هنا زار الرؤساء الثلاث وزار بكركي وهو يقول لنا ساعدونا لنساعدكم. أعطونا مؤشراً لنفرج عن بعض المساعدات ونساعدكم، والمؤشر هو الإصلاح. غريب هذا السر، لأنه حتى اللحظة لا أحد قادر على فتح مجال الإصلاح في قطاع الكهرباء الذي كلف الدولة اللبنانية تقريباً 50 مليار دولار وسيزيد المبلغ"، متسائلا: "هل ستكون مهمة الوزير الفرنسي ناجحة؟ أتمنى ذلك لكني أشك مسبقاً. وهذا لا يعني أن المساعدات جاهزة على الأبواب في الشاحنات أو الطائرات، أولاً لأن لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي شروط. وثانياً، هناك سياسة. علينا أن نساعد لنحل العقد التقنية ومن ثم مواجهة شروط الدول الكبرى، لكن على الأقل علينا القيام بواجباتنا كحكومة لبنانية".
وشدد جنبلاط على الانفتاح على كل الأحزاب الموجودة، مبينا "أننا نتلاقى من أجل تدعيم واحة الإقليم وحصانة الإقليم ومحاربة الفقر ومحاربة كورونا، وهذا واجبنا، ونؤكد على التنسيق مع تيار المستقبل، والوقوف إلى جانب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وكل شيء تتم معالجته، فالتلاقي والتعاون مطلوب تحديداً في هذه المرحلة التي تتعرض فيها الساحة السنّية لمحاولات تفتيت وتخريب".
ثم تناول موضوع سد بسري، قائلا: "صحيح أننا كنا في البداية من المؤيدين للسد، تحت شعار أن بيروت بحاجة للمياه، لكن تبيّن من خلال حملات المجتمع المدني وبعض الدراسات أن هذا السد سيشكل خطراً بزلزال نتيجة تجميع 500 مليون متر مكعب أو أكثر فوق أرض زلزالية. وثانياً، أن المياه ستلتقي مع مياه الليطاني المسرطنة، ومن ثم تمر في النفق إلى بيروت، وهذا يعني أننا نسمم كل أهل بيروت والضاحية، وثالثاً لا ثقة على الإطلاق بإدارة هذه الدولة وهذا العهد في أي مجال، لأن سد المسيلحة وغيره أثبتوا الفشل الذريع والسمسرة الغريبة العجيبة. وبالعودة إلى الاصلاح، لماذا لا يتكلمون في ملف الكهرباء. طبعا لأن هناك سر حول قصص السفن التركية والصفقات المشبوهة حالياً وسابقاً، وعدم توفير الفيول النقي، وصدر فيها أحكام مبهمة، ولم يسجن أحد. إذاً لا ثقة بأي مشروع تقوم به هذه الدولة، حتى أن بعض ممثلي البنك الدولي مشتركين بهذا الفساد. والبديل برأيي أن مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان الغنية، والتي منها تم مد المياه لسد جنة تستطيع تغيير شبكة المياه في بيروت الكبرى مع مصلحة عين الدلبة في الضاحية الجنوبية، وبذلك نوفر المياه ونزيد الطاقة. وأكرّر أن سد بسري لن يمر، لأن هذه منطقتنا، وهي ملك الجميع، وملجأ طبيعي لكل اللبنانيين".
ولفت جنبلاط إلى أنه، "لدينا أزمة قادمة، كنا نظن بأننا تخطيناها وهي أزمة النفايات، ولا حل سوى أن يكون لكل منطقة مطمر خاص بها، لأن هذه الأزمة ستطال المتن الأعلى وعاليه والشوف والإقليم، فقد أُبلغنا أن الكوستابرافا سيقفل أمام هذه المناطق، لأنه لا يستطيع أن يستوعب أكثر من الكميات التي تأتيه من الضاحية الجنوبية، ومنطقة الحدث ومحيطها، كما أن كل الكلام والمحاضرات حول فرز النفايات لم يتحقق منه شيء. والآن على بلديات الشوف وعاليه والإقليم والمتن أن تجد الحلول الملائمة، لأننا قادمون على كارثة في الصيف، والأهم عدم حرق النفايات لأنها تزيد من الضرر والأمراض".
وبشأن موضوع المساعدات، أشار الى أنه "ستأتينا مساعدات خارجية، لكن هناك مقاييس للمناطق من خلال برنامج الغذاء العالمي، وسنرى كيف سيتم تصنيف الإقليم، وهل ستشمل المساعدات كل الإقليم أم قسماً منه. فهناك 60 مليون دولار مساعدات للبنان، ثلاثين منها للاجئين السوريين، وثلاثين للبنانيين للذين تزداد حاجاتهم وهم بعشرات الآلاف، خاصة بعد ما يسمى الثورة، وبعد التسريح العشوائي للموظفين وأزمة الكورونا"، معتبرا أن "التوجه نحو الزراعة لن يؤمن طبعا الاكتفاء الذاتي تحديداً في المناطق المكتظة سكانياً حيث لا يوجد مساحات شاسعة للزراعة، ولكن ما حصل مؤشر جيد بأن نستفيد من الارض الموجودة ونزرعها، لكنه لن يكون كافٍ طبعاً. ونحن كحزب نعمل ما بوسعنا، لكننا لسنا الدولة وعلينا الاستعانة بالبرامج الدولية، كبرنامج الغذاء العالمي".
ورداً على سؤال، رأى أن "مستشفى سبلين بذل جهداً جباراً رغم محاربته من قبل الكثيرين، وسنعمل معكم ليبقى مستشفى سبلين عنوان تقدّم وأنا جاهز لأي دعم، لأن أهمية المستشفيات الحكومية ظهرت بشكل جليّ خلال هذه الأزمة، وخاصة مستشفيات سبلين والشحار ومستشفى رفيق الحريري". وبشأن الجامعات والتعليم الجامعي، قال جنبلاط: "نضال كمال جنبلاط كان من أجل جامعتين أساسيتين هما الجامعة العربية والجامعة اللبنانية".