تجددت في مدينة بورتلاند الأميركية الليلة الماضية الاشتباكات بين المتظاهرين ضد العنصرية وقوات الأمن الفدرالية المنشورة هناك بأمر من إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وأكدت وكالة "أسوشيتد برس" أن بضعة مئات من الأشخاص الذين كان معظمهم يرتدون كمامات وبعضهم يعتمرون الخوذ تجمعوا مساء أمس الجمعة وسط المدينة وتوجهوا إلى مقر محكمة هاتفيلد الفدرالية الذي تحصن فيه الضباط الفدراليون.
وكان المتظاهرون يهزون السياج الحديدي المحيط بالمحكمة ويرمون زجاجات ومفرقعات عبرها، فيما استخدمت قوات الأمن الفدرالية مجددا الغاز المسيل للدموع وقنابل ضوئية ضدهم. واضطر بعض المتظاهرين إلى التراجع أو التفرق بسبب انتشار الغاز المسيل للدموع، فيما لجأ آخرون إلى أسلوب جديد لمواجهة هذا التحدي، إذ استخدموا منافخ ورقية لإعادة الغاز إلى المبنى.
وبعد ذلك عاد كثير من المحتجين إلى سياج المحكمة حيث واصلوا التظاهر.
وتأتي هذه التطورات بعد رفض القاضي مايكل موسمان أمس الدعوى التي قدمتها النائبة العامة في ولاية أوريغون، إيلين روزينبلوم، إلى المحكمة بطلب منع القوات الفدرالية من تنفيذ اعتقالات على خلفية المظاهرات المتواصلة في بورتلاند لليوم الـ57 على التوالي.
وأثار قرار إدارة ترامب نشر تلك القوات الفدرالية في بورتلاند جدلا واسعا في البلاد، وخاصة بعد ورود تقارير عن تنفيذها اعتقالات تعسفية باستخدام سيارات لا تحمل أي علامات رسمية.
وأعربت المسؤولون المحليون عن تضامنهم مع المحتجين، متهمين ترامب بمحاولة "احتلال" مدينتهم، على حد قول عمدة بورتلاند، الديمقراطي، تيد ويلر، الذي كان في صفوف المتظاهرين قبل يومين عندما استخدمت قوات الأمن الفدرالية مرة أخرى الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وتأتي المظاهرات في بورتلاند ضمن إطار موجة الاحتجاجات التي هزت الولايات المتحدة بعد مقتل الشاب من ذوي البشرة السمراء، جورج فلويد، على يد شرطي أبيض خلال توقيفه في مدينة مينيابوليس في 25 أبريل الماضي.