من حيث لا يدري العدو الاسرائيلي منح المقاومة فرصة إضافية لرد "محرز" بأن كشف ظهره وكل تحركاتها وحجم خوفه وارتباكه من الرد الذي سيكون صاعقاً والآتي لا محالة.
جو الحرب والاستنفار كان نجم الجلسات السياسية والحزبية لقوى واحزاب 8 آذار وتحالف "حركة امل" و"حزب الله". وجرى التركيز امس منذ الصباح الباكر على التحركات والاستنفار اللافت للعدو على الحدود بالاضافة الى نشر عشرات طائرات التجسس والمناطيد وكاميرات المراقبة منذ ثلاثة ايام.
ولم تغب عن اجتماع حزبي حضرته قيادات بارزة في تحالف 8 آذار و"حزب الله"، التطورات على الساحة الجنوبية والحديث عن تدحرج الامور الى حرب واسعة اذا قام "حزب الله" بالرد على استشهاد علي كامل محسن في دمشق الاثنين الماضي بغارة صهيونية.
ويقول قيادي كبير في التحالف نفسه وكان حاضراً في اللقاء، ان "حزب الله" هو من يُوقّت اي عمل يقوم به، وهو لا يريد الذهاب الى عمل عسكري واسع او غير مدروس ويؤدي الى حرب واسعة ويفرض فيها توقيتها عليه.
وركز الحاضرون على ما يجري من استهداف متكرر في سوريا لقوى المحور المقاومة من الجيش السوري وحلفائه، وكذلك التحرش بطائرة الركاب الايرانية الآتية من ايران عبر سوريا الى لبنان. وفي هذا التحرش رسالة اميركية الى إيران انها قادرة على منع الطيران الايراني من العبور في الاجواء السورية.
ويؤكد القيادي ان لو كان هناك نوايا تصعيدية اميركية والدفع في اتجاه حرب لكانت المقاتلات الاميركية اسقطت الطائرة المدنية. ولو حصل هذا الامر لا سمح الله لكانت الامور اندفعت الى حرب واسعة فالقرار الذي نعرفه ان الايراني لن يسكت على اي اعتداء بحقه او بحق قيادييه او حلفائه. والحديث عن خوف ايراني من اي حرب مع اميركا وتجنب الرد بعملية قاسية على استشهاد اللواء قاسم سليماني والقيادي ابي مهدي المهندس سخيف وليس في محله.
فالقاعدة الاساسية في تحالف المقاومة، ولا سيما ايران و"حزب الله" عدم الانجرار وراء اي استفزاز اميركي او اسرائيلي والدخول في معركة على توقيتهما وبشروطهما.
ورغم ان التقديرات الداخلية لـ"حزب الله"، تشير الى عدم وجود معلومات عن الدفع في اتجاه حرب واسعة بسبب الاوضاع العالمية وفيروس "كورونا" والذي يجتاح اميركا وكيان العدو رغم عدم إستبعاد خيار الحماقة او فك العزلة عبر الحرب والذي يمكن ان يعتمده الرئيس الاميركي دونالد ترامب او رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو كخيار يائس أخير لذلك المقاومة في اعلى جهوزية لها منذ اشهر وهي مستمرة بذلك.
ورداً على ما جرى داخل فلسطين المحتلة وبعد نفي "حزب الله" تنفيذه اي عملية رداً على استشهاد محسن، يشير القيادي الى ان ما جرى عبارة عن اشتباك داخلي بين قوتين اسرائيليتن بسبب حجم الاستنفار والهلع وسوء التنسيق والخوف من اي رصاصة تطلقها المقاومة.
ويؤكد القيادي ان المقاومة على اهبة الاستعداد لتحين اللحظة المناسبة اليوم او غداً او بعد غد او او في اي وقت لتسديد ضربة قاسية للعدو، والرصد القائم لاي هدف ثمين وكله خاضع لتقدير المقاومة وقيادتها الميدانية.
وتبين امس حجم الهلع والارباك للعدو الذي يعاني من نقص بالعديد بفعل "كورونا" وحجر ما يقارب الـ10 الاف عسكري ويؤكد ان الجهوزية عنده مهزوزة لاي حرب.
ويختم القيادي بالقول ان ما جرى امس ان العدو الواقف على "رجل واحد" اطلق الرصاص على رأسه وتلقى هزيمة معنوية واستخباراتية مدوية من المقاومة، في المقابل ستكون هذه الهزيمة مضاعفة عسكرياً وبشرياً عند تضرب المقاومة ضربتها.