استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب، وفد تجمع العلماء المسلمين، وجرى التباحث في القضايا والشؤون الوطنية والاسلامية، وتم استعراض الاوضاع في لبنان والمنطقة.
ورحب الخطيب بوفد التجمع في مقر المجلس "الحريص على تعزيز الوحدة الوطنية والاسلامية وتوفير كل مقوماتها من استقرار سياسي واجتماعي وامني"، محذراً من "كل دعوة تضر بلبنان ولا تخدم مصلحته، تستحضر ردات فعل غير محمودة النتائج، فالحياد اصبح خلفنا والمطلوب ان يتضامن اللبنانيون ويكونوا قوة متماسكة تعمل لحفظ لبنان".
كما اعتبر ان "المقاومة استطاعت ان تربك الكيان الصهيوني وتدخله في دائرة الخطر الوجودي مما جعله يتخبط في ازماته فالمقاومة اصبحت اليوم اكثر من ضرورة وطنية لردع العدوان الإسرائيلي واستبعاد اي فكرة تراوده للاعتداء على وطننا. فانجازات المقاومة في المنطقة حققت النفع والايجابية ليس على لبنان فحسب بل على العرب والمسلمين اذ اعادت للامة عزتها ومجدها وحفظت كرامتها، وبتنا نشاهد العدو مهزوما مندحرا عن ارضنا".
طالب الخطيب اللبنانين والوافدين والمقيمين "ان يلتزموا بتوجيهات وزارة الصحة والجهات الطبية بدقة وعدم الاستهانة بموجبات التباعد الاجتماعي حرصا على سلامة الوطن وشعبه".
من جهته، أفاد الزين بأنه "نحن في تجمع العلماء المسلمين في لبنان قد تشرفنا بلقاء نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الشيخ علي الخطيب، وقد كان هذا اللقاء مناسبة للتباحث في الأوضاع التي يمر بها لبنان، وكانت وجهات النظر متطابقة بيننا. في البداية توجهنا لسماحته بالتهنئة لمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك الذي ندعو الله عز وجل أن يعيده علينا وعلى الأمة الإسلامية السنة القادمة وقد خرج لبنان من سائر أزماته، وتوجهنا لسماحته أيضاً بالتهنئة بذكرى حرب تموز التي انتصر فيها لبنان على العدو الصهيوني بفضل التماسك والوحدة الحاصلة بين أفراد الشعب والجيش والمقاومة، هذه الثلاثية التي تشكل درع الوطن لحمايته من الأطماع الصهيونية المستمرة، وقد جرى الحديث بيننا حول ما حصل بالأمس على الحدود اللبنانية الفلسطينية والذي أثبت أن العدو الصهيوني يعيش حالة من الرعب جعلته يتوهم أن المقاومين قد اقتحموا مواقعه فأشعلوا حرباً بين قواته بعضها مع البعض الآخر، ما جعلهم مهزلة يتندر فيها الشعب اللبناني على وسائل التواصل الاجتماعي وجعلت هذا العدو أضحوكة للعالم، وهذا ما كان ليحصل لولا القوة التي يتمتع بها لبنان بفضل مقاومته التي أدخلت الرعب إلى قلب عدونا الصهيوني والذي بات عاجزاً عن القيام بأية مغامرة يتعرض لها لبنان من خطر".
ونوه الزين بأنه "تحدثنا مع سماحته حول موضوع الحياد المطروح اليوم في البلد واعتبرنا أن لا معنى للحياد في لبنان إذا كان المقصود منه التخلي عن المقاومة أو التناسي والتخلي عن الأرض المحتلة من قبل العدو الإسرائيلي في لبنان، بل نعتبر أننا في قلب الصراع مع العدو الصهيوني، وما حصل بالأمس عندما قام العدو بقصف قرانا وطالت قذائفه منازل المواطنين إنما هو دليل على ذلك، والحياد في هذا الصراع هو في الحقيقة استسلام للعدو الصهيوني وفي طرحه يصب في خدمة مخططات العدو. أما إذا كان طرح الحياد يعني أن لا نتدخل في دعم القضية الفلسطينية فنحن أيضاً في قلب الصراع طالما أن جزءاً من أرضنا اللبنانية محتل من قبل العدو الصهيوني، لأن ما يطرحه دونالد ترامب اليوم من صفقة القرن التي تعني توطين الفلسطينيين في لبنان فهو يناقض دستورنا الرافض للتوطين، وبالتالي فإننا في هذه القضية لا يمكن أن نكون على الحياد وفيها طعن صارخ للقضية الفلسطينية. وإذا كان الحياد معناه أن لا نقف إلى جانب سوريا فهذا أيضاً يصب في خدمة المشروع التكفيري الإرهابي الصهيوني الأميركي الذي يفكر بالعودة إلى لبنان مرة أخرى، ويكرس بقاء النازحين السوريين في لبنان، هذا يضر بمصلحة لبنان سياسياً واقتصادياً ويضر بمصلحة سوريا أيضاً وبالتالي لا يمكن أن نكون على الحياد في هذا الشأن. وانطلاقاً مما تقدم فإننا نعلن كتجمع للعلماء المسلمين ومن على هذا المنبر رفضنا لموضوع الحياد وطالما أن جزءاً من الأرض اللبنانية محتل، ونعلن تمسكنا بالمقاومة وبسلاحها حتى استرجاع كامل حقوقنا في لبنان وفي الأرض العربية المحتلة وبخاصة في فلسطين وأن نحرر أراضينا من رجس العدو الصهيوني الغاشم".
بموازاة ذلك، استقبل الخطيب بحضور الامين العام نزيه جمول، النائب علي درويش الذي قدم التهنئة لسماحته بحلول عيد الاضحى، وكانت مناسبة جرى خلالها التباحث بالاوضاع العامة في لبنان، وتم التشديد على ضرورة حفظ الوحدة الوطنية و الاستقرار الداخلي من خلال تعزيز التضامن الوطني والتعاون بين اللبنانيين.
كما استقبل سماحته رئيس جمعية لجان الموقوفين في لبنان دمر المقداد على راس وفد اطلع سماحته على اوضاع المساجين في السجون اللبنانية ومطالبهم باقرار قانون العفو العام، ووعد سماحته بمتابعة قضيتهم مع الجهات المعنية. وطالب سماحته الدولة اللبنانية العمل على تحسين السجون اللبنانية والاسراع في انجاز المحاكمات ولا سيما الموقوفين منهم اذ لا يجوز ان يبقى الموقوف مسجونا دون محاكمة.
واكد كذلك ان اقرار قانون عفو عام مدروس ضمن شروط تحفظ حقوق المساجين وسلامة المجتمع ضرورة وطنية ينبغي الاسراع في انجازها بما يحقق العدالة والاستقرار ورفع الظلم.
بالتوازي، اجرى العلامة الخطيب اتصالا بالمفتي الشيخ عباس زغيب اطمأن الى طحته، مستنكراً الاعتداء الاثم الذي تعرض له.