من المتوقع أن تبدأ المراسم العاشورائية هذا العام في 19 آب، وسط اجراءات جديدة في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، منها اقامة مجالس العزاء خارج الحسينيات مع مراعاة التباعد الاجتماعي، بالإضافة إلى الغاء المسيرات الليلية والالتزام باجراءات الحماية، من حيث ارتداء الكمامة والكفوف، وعدم السلام باليد والإكتفاء بالقاء التحية عن بعد، مع الابقاء على التدابير الأمنية كما كانت عليه في السنوات.
في هذا السياق، يشير المفتي في المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى وامام بلدة حبوش السيد علي مكي، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن مأتم الحسين هو ملحق بالمقدسات الأساسية لمدرسة آل البيت، ويلفت إلى أن الشيء المقدس لا يترك الا بأسباب تصل إلى درجة الحرمة المطلقة، ويضيف: "نحن ننتظر قرار المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، الذي سيتشارك مع المعنيين في لبنان من أحزاب أو غيرها للخروج بقرار موحد، في ظل الأوضاع الراهنة".
ويرى السيد مكي أننا "أمام عدة خيارات: الأول أن تعقد المجالس في النوادي الحسينية، مع تشديد الإجراءات، أما الثاني فهو اقامتها في الهواء الطلق، أما الثالث فهو إلغاء المجالس، والرابع هو أن يقام مجلس عزاء موحد عبر الاعلام، أو وسائل التواصل الاجتماعي"، لكنه يستبعد الخيار الثالث "لأن مراجعنا العظام عندما استفتوا في هذه القضية يبدو أن هناك اصراراً على اقامة المجالس، ضمن مراعاة الضوابط الطبّية والقانونية التي تقيمها الدولة المسؤولة عن حياة شعبها".
من جانبه، يوضح المسؤول الاعلامي للنادي الحسيني في النبطية الشيخ مهدي صادق، في حديث لـ"النشرة"، إلى أننا "نقارب موضوع احياء عاشوراء من معيار يوازن بين جانبين: الأول خصوصية هذه الذكرى ومكانتها في قلوب الناس، كونها تدخل في صلب وجدانهم ويلمسون بركتها في جوانب كثيرة من حياتهم، أما الثاني فهو الواجب الوطني والاخلاقي والديني، الذي يدعونا إلى المحافظة على سلامة الناس وصحتهم وتجنبيهم الضرر فيما يخص وباء كورونا".
انطلاقاً من ذلك، يلفت صادق إلى أننا "نتريث لنقرر حجم الاحياء، أي على ماذا نبقي وماذا نلغي، وما هي المراسم التي نراعي فيها المعايير الصحية وتلك التي يجب الغاؤها لأنها تضر بصحة الناس"، ويضيف: "قبل نحو اسبوعين من ذكرى عاشوراء من المفترض أن تتوضح الأمور أكثر"، ويرجّح الغاء المسيرات لأنه يصعب ضبط الموضوع، والتوجه لاقامة المجلس العاشورائي مع مراعاة التباعد الاجتماعي، على أن يقام في الباحة الخارجيّة للنادي الحسيني، مع اتخاذ كافة الاجراءات الوقائية.
في المحصلة، يوضح صادق أن ليس هناك من قرار محدّد بإنتظار مسار إنتشار كورونا في لبنان، معوّلاً من جهة ثانية على اجراءات القوى الامنية والعسكرية في حفظ أمن المناسبة، ومتابعة حسن تطبيق الاجراءات الوقائية من الوباء.