وضع النائب السابق عماد الحوت الردّ التركي حول الإتهامات بأن أنقرة تدعم الإحتجاجات في الشمال في إطار "طبيعة الإتّهامات التي سيقَت بحقّ أنقرة، وذلك خلال مقابلة تلفزيونية لرئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل، الذي تحدّث عن تمدّد تركي سياسي ومالي وأمني، في شكل يوحي بوجود مؤامرات مُقلِقَة هي طبعاً من باب الأوهام"، لافتاً إلى أن "أي دولة في العالم لا تقبل بأن تُتَّهَم باتّهامات من هذا النوع. ومن الطبيعي أن تردّ لتوضح، خصوصاً بعد توفُّر مؤشرات على الأرض تدلّ على وجود من يريد أن يستجلب تمويلاً من دول أخرى، من خلال اتّهام تركيا بذلك".
وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "إشارة المتحدّث بإسم الخارجية التركية الى من يعتبرون لبنان حديقة خلفية لهم، ويتدخّلون في شؤونه، لا تقصد إيران، بل جهات خليجية عربيّة تستغلّ وجود حساسية معيّنة في وجه الأتراك في لبنان".
وأكد أن "ليست تهمة أن عدداً من السُّنَّة يتعاطفون مع تركيا في ظلّ عدد من الإنجازات التي تقوم بها حالياً، بينما نرى إخفاقات في المقلب العربي مع الأسف. ولكن واقعياً على الأرض، لا أثر ملموساً لوجود تركي حقيقي في الساحة اللّبنانية، لا على مستوى التمويل، ولا حتى في مجال التسليح أو تنظيم مجموعات، أو غير ذلك. بينما نرى للأسف أن دولاً عربية تموّل مجموعات، وتتسبّب بإرباكات أمنية في لبنان. لذلك، أرى أن اتّهام أنقرة في هذا الإطار يأتي لتغطية أداء بعض الدول العربية في الساحة اللّبنانية، من خلال إيجاد شيء من الغموض حول الأداء التركي".
وردّاً على سؤال حول أن الإخفاقات السعودية كانت في جزء منها بسبب ضعف الرياض بوجه طهران، فهل ان أنقرة قادرة بنفوذها الإقليمي وقوّة جيشها، ورغم تضاربها وتوافقها مع طهران في بعض ساحات المنطقة، على تشكيل حاضنة سنيّة إقليمية يكون لبنان من ضمنها، اعتبر أن "إخفاقات العرب ليست فقط في وجه إيران، بل في وجه الولايات المتحدة الأميركية أيضاً. والمثال على ذلك، هو أننا نلاحظ كيف أن التعاطي الأميركي - التركي يتمّ بكلّ احترام، بينما الأداء الأميركي تجاه الدول العربية هو بعيد من الإحترام مع الأسف".
واعتبر أن "المشكلة العربية ليست مع الإيرانيّين فقط، بل مع الأميركيين أيضاً، وذلك من خلال تنفيذ "الأجندا" الأميركية دون توفّر أخرى ذاتية، بينما يتحلّى الأتراك برؤية ذاتية".
ورأى أن "تركيا تُدرك جيداً حساسية الواقع الإقليمي. ولذلك، هي لا تريد أن تدخل الى لبنان، ولا أن تستجلب استفزازات إضافية مع الدول العربية ولا مع إيران. فالعرب وطهران يعملان بطريقة تمويلية أمنية على الساحة اللّبنانية".
وحول إمكانيّة أن تشكّل تركيا ملاذاً للّبنانيّين السُّنَّة الذين لا يوافقون على طرح البطريرك الراعي حول الحياد، في شكل قد يتقاطع مع إيران و"حزب الله"، ولو مرحلياً، لفت الحوت الى أن "تركيا ليس لديها رؤية توسّعية في لبنان. وبالتالي، طرح أو عدم طرح الحياد لن يغيّر شيئاً بالنّسبة إليها"، موضحاً أن "أنقرة ليست حليفاً استراتيجياً لطهران، ولا انعكاسات مباشرة أو غير مباشرة عليها من خلال هذا الطرح".