وجه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن رسالة لمناسبة حلول عيد الاضحى، قائلا: "يأتي عيد الأضحى المبارك، فيما التضحية لأجل قيامة الوطن باتت شبه معدومة أمام تحديات تحتاج الى مواقف جريئة وحاسمة، نرفع الصَّوت لنذكِّر في أيَّام الأضحى المبارَكة (والأضحى بالمناسبة مَحكيّ عنه في التوراة والإنجيل والقرآن الكريم) بالـمُثُل والقيَم الإنسانيَّة التي طالما كانت عبر التاريخ في أصل المداميك الأولى لكلِّ حضارةٍ إنسانيَّة. العدلُ أساسُ الحُكم، والناس خُلِقوا أحرارا، والدعوةُ نادت قبائل الأرض للتعارُف على قاعدة التقوى. وهذا يعني الحوار، ونِشدان السلام وبالتالي يكون مقامُ الحوار في أعلى رُتب الحُكم والمسؤوليَّة".
ورأى ان "ألفباء أمانة الكيان اللبناني هي في التلاقي والتسوية لا بمعنى غلَبة هذا على ذاك ولكن بمعنى التدبير الحكيم الذي يحفظُ للبنان أهلَهُ (وهم بالمناسبة مصنَّفون وفق القانون "طوائف تاريخية معترَف بها")، وهم دستوريّاً مواطنُون تُظلّلهُم جمهوريَّة ديموقراطيَّة مبنيَّة على ميثاق العيْش المشترك. ولا ننسى أنَّ ما يناهزُ العقدَيْن من السنوات العجاف انقضت في زماننا المعاصِر بحمدِ الله بتسويةٍ مشهودة في الطائف ضمنها الدستور لتكون الحدّ الفاصل بين دولةٍ يحتكمُ الجميعُ إليها من جهة، وبين العودة إلى أتون الصراع والانقسامات من جهة أخرى". وأضاف "ونحن في لبنان، يتلظَّى الشعبُ بوابلٍ غير منقطع من الأزمات في كلِّ القطاعات بلا استثناء، بسبب تدنّي مستويات الأداء السياسيّ الذي عجز عن اتخاذ قرارات أساسيَّة مُمكِنة في درب الإصلاح ومعالجة ثقوب الفساد السوداء، والاستماع الى مطالب الشباب والشابات".
ولفت إلى ان "الملفات والأزمات المتراكمة على كاهل اللبنانيين باتت في مرحلة خطيرة، تستدعي مواجهتها التعاضد الداخلي، والبدء بالإصلاح الحقيقي الناجع في كل قطاعات الدولة، وأولها الكهرباء التي باتت أكبر خسارة مالية في الخزينة العامة، كما تستوجب قراءة علمية لواقع الحال واجتراح الأفكار المناسبة للحد من الغلاء والمحافظة على مدخرات الناس ومعالجة تدهور سعر صرف الليرة وضبط الاقتصاد وكبح جماح الإحتكار".