لفت الإختصاصي في علم الوبائيّات وطب المجتمع في "الجامعة الأميركية في بيروت" الدكتور سليم أديب، لتلفزيون "النشرة"، إلى أنّ "ابتداءً من شهر أيار الماضي، ارتأت الحكومة أن تفتح مطار بيروت الدولي، وهذا كان يمكن أن يحصل بطريقة منظّمة وحذرة، لكن للأسف مع الأيّام لاحظنا أنّ التفلّت حصل، جزء منه له علاقة بقدرات وزارة الصحة العامة المحدودة، وجزء آخر متعلّق بعدم مسؤوليّة اللبنانيّين الّذين أتوا من الخارج؛ لذلك انتشر الفيروس في المجتمع اللبناني".
وأوضح أنّ "95 بالمئة من الحالات هي إمّا دون أي عوارض، أو العوارض طفيفة جدًّا لا تحتاج إلى رعاية صحيّة أو عناية فائقة، والمصاب يتخلّص من الفيروس بغضون أيّام قليلة"، مشيرًا إلى أنّ "معظم الّذين توفوا في الأسبوعين الأخيرين بسبب "كورونا" هم من كبار السن، وذلك بسبب اختلاط الأجيال مع بعضها لناحية المغتربين، الّذين أتوا للمشاركة بالأعراس أو المناسبات الاجتماعيّة مع ذويهم وعائلاتهم".
وركّز أديب، على أنّ "7 من بين الـ57 حالة وفاة هم بعمر أقل من 50 سنة، ما يعني أنّه ليس هناك تزايدًا بعدد الوفيات من الفئة الشبابيّة كما يُشاع"، مبيّنًا أنّه "إذا تدهورت حالة مصاب شاب عمره أقل من 50 سنة، فهذه الحالات استثنائيّة تَحصل عندما يكون لديه أمراض غير ظاهرة لكن فيروس "كورونا" يظهّرها، أو كما حصل مع حالة الطبيب الشاب لؤي اسماعيل، فهو معالِج لمصابي "كورونا"، وبالتالي كان يتلقّى كميّات كبيرة من الفيروس الّتي قضت بدورها على قدرته المناعيّة، وبالتالي وفاته".
وشدّد على أنّ "الأخبار الّتي تتّحدث عن ولادة سلالات جديدة من فيروس "كورونا" عارية من الصحّة. لم تولد سلالة جديدة، إنّما الفيروس يتأثّر بالمكان الّذي ينتشر فيه، فإذا كان السكان ذات مناعة قويّة يَضعف الفيروس، إنّما إذا وصل إلى مجموعة سكانيّة من المسنّين ولديهم قدرة مناعيّة منخفضة، تزيد خطورته وهذا ما حصل في أوروبا الغربية الّتي يحتوي سكّانها على 25 بالمئة من المسنين، وممكن أن يقضي على 70 شخصًا بسرعة". ونوّه إلى أنّ "في لبنان مثلًا نسبة المسنّين 10 بالمئة، ما يعني أنّ أغلبيّة السكّان مناعتهم قويّة، وبالتالي ضعف قدرة الفيروس على النمو والانتشار أكثر".
كما رأى أنّه "لا يمكن للحكومة أن تفرض تعبئةً عامةً وإقفالًا للبلد على شعب جائع، بظلّ اقتصاد ضعيف ودولة مفلسة. الحجر الّذي يجلب معه الجوع والفقر هو تصرّف إجرامي، ويؤدّي إلى أمراض ووفيات أكثر من فيروس "كورونا" بحدّ ذاته". وشرح أنّ "ما يجب أن نقوم به، هو تنظيم الرحلات القادمة إلى لبنان وتحديد عدد الوافدين من الخارج، ومتابعتهم بتشدّد إلى أن تصدر النتائج المؤكّدة لفحوصهم، إضافةً إلى تعزيز القطاع الاستشفائي الخاص عبر دعمه ماليًّا، لتخفيف الضغط عن "مستشفى بيروت الحكومي"، وتأمين العلاجات اللّازمة لِمَن لديهم عوارض".