أكدت ملازمات لجوسلين خويري أن آخر اتصال تلقته قبل دخولها في الغيبوبة، كان من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكان اتصالا غلب عليه الطابع الوجداني وقالت له شاكرة ومتأثرة إنها تصلي كي يوفقه الله على اجتياز الصعوبات التي يواجهها لبنان.
وأعربت قريبة من خويري أن الاتفاق كان قائما على وجوب مشاركة الجميع في تشييعها ومراسم دفنها. لكنها فوجئت بوضع يد حزب الكتائب على ترتيبات الدفن، وتولى هو شؤون التنظيم الذي لم يخلُ من ثغرات من الألف إلى الياء، وأعطى انطباعا بأنه أراد احتكار المناسبة الأليمة نظرا لما تمثله الراحلة من رمزية لدى مسيحيي لبنان. علما ان جوسلين خويري لم تعد لا كتائبية ولا قواتية منذ العام ١٩٨٥، لكنها ظلت على مسافة من الجميع، وأعطت جهدها ووقتها للاعمال الخيرية، وأنشأت المؤسسات، وتعمقت في اللاهوت وحازت على الدكتوراه، وكانت لها نشاطات عالمية، وعلى تواصل مع حاضرة الفاتيكان التي ثمنت اندفاعها في سبيل الخير والكنيسة، وقد أسند إليها مهمات في غاية الدقة المتصلة بحوار الأديان والحضارات. وهي حائزة على إجازة في الإعلام وتنتمي إلى نقابة المحررين على إثر عملها في عدد من الصحف، وقد أصدرت مجلة توثيقية باسم "يوميات" مع الصحافي الراحل أنطوان عواد. والملاحظ أن من تولى شكر الهيئات المشاركة في المأتم بغوسطا باسم العائلة أغفل إيراد اسم حزب "الوعد". كما أغفل شكر النقابة.
في المأتم حضر نواب قواتيون على الرغم من أن هناك تغييبا واضحا لحزبهم عن الترتيبات والمراسم. مع أن اعلام القوات اللبنانية لم يكن مقصرا في التغطية.
وتردد أن نقاشا لم يخل من تباين قد حصل قبل الدفن حول أي علم سوف يغطي نعشها وهي في طريقها إلى مثواها الاخير: هل هو علم الكتائب أو الجمعية التي ترأست خلال عقود من الزمن، فانتهى الامر بلف النعش بعلم الجمعية".
في أي حال، فإن جوسلين خويري التي طلّقت السياسة بالثلاث، كانت لها مواقف جريئة، وآخر ما اسرت به إلى مقربين أن الحياد عنوان كبير ويبدو جاذبا لكنه غير قابل للتطبيق، وقد يكون ولاد مشكلات اذا طرح في معزل عن توافق داخلي كبير بين كل مكونات لبنان.