علّق عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب فادي سعد، على إستقالة وزير الخارجية ناصيف حتّي، معتبرًا أن "البعض في السلطة يفترضون أن لا كرامات للناس، وأن الوزارة بمثابة "إعاشة" للأشخاص، لافتًا إلى أن "حتّي لديه تاريخه الطويل، ولا يمكن تعيينه في منصب وزير الخارجيّة بينما يتم فتح علاقات دبلوماسيّة عبر موظّف في الدولة، وأقصد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، كما لا يمكن تحييده عن الإجتماعات مع وزير خارجيّة دولة كفرنسا، في حين يطلق رئيس الحكومة حسان دياب تصاريح حول العلاقات مع فرنسا ويرتكب اخطاء فادحة في موضوع البروتوكول، دون الرجوع لوزير الخارجية المتمرّس بالعلاقات الدبلوماسية".
وفي حديث لـ"النشرة"، اعتبر سعد أن "آداء هذه الحكومة غريب، فهي لا تعمل ولا تسمح للآخرين بالعمل"، مؤكدًا أن "إستقالة حتّي تعود لأكثر من سبب، وأحدها ملف التعيينات الدبلوماسية بحيث يبدو أن صهر العهد النائب جبران باسيل لا يريد ترك شيء لأحد، وهو برأيه يضع وزيرًا في الواجهة ويمارسون محاصصتهم كما يريدون، ولكن حتّي قال لهم "لا" وهذا دليل على كرامته العالية"، مؤكدًا أن "أكثر من وزير في الحكومة أبدوا لنا إمتعاضهم من الاداء العام وطريقة الإدارة، اما موضوع إستقالتهم فهذا الأمر يعود لهم".
وردًا على سؤال حول إمكانية حصول إستقالات مشابهة في الأيام المقبلة، لفت سعد إلى أن "وقاحة هذه السلطة وصلت إلى حدود عالية، فبمجرد تلويح حتّي بالإستقالة بدأوا بتحضير البديل، وهذا دليل على عدم الإكتراث، ويعتبرون ان السلطة هي موقع للمحاصصة والفساد، والشعب اللبناني بات يشاهد تصرفات الطبقة الحاكمة بوضوح، وبالتحديد من فريقي العهد وحزب الله"، مضيفا: "لا يكفي أن تنادي بمكافحة الفساد ومحاربة الاقطاعيّة ويتم ممارستها بأبشع أنواعها".
وتابع: "حزب الله ينادي بمحاربة الفساد، ودائما يخرج النائب حسن فضل الله ويلوّح بالملفّات، وفي الواقع لم نرَ ملفًا واحدا حتى اليوم، ويقومون بتغطية فساد حلفائهم لأسباب متعلقة بالسياسة، كما يمارسون الفساد بشكل مباشر من خلال التهريب عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية، ويستفيدون من عنوان المقاومة لإدخال بضائع مهرّبة، ورغم عدم دخولهم بالدولة بالمراحل السابقة، كما يمر ملفات مشبوهة كتبييض الأموال والمخدرات بتغطية من الحزب بشكل مباشر أو غير مباشر، وكل هذه أبواب هدر ملموسة تضر بالدولة".
وأضاف سعد: "نحن كقوات لبنانية نطالب برحيل كل السلطة وليس الحكومة فقط، أمّا مقولة أن لا بديل عن الحكومة فهي غير صحيحة"، معتبرًا أن "المدخل للخروج من الأزمة يكون بإجراء انتخابات نيابيّة مبكرة تعيد إنتاج السلطة في لبنان"، معتبرًا أن "من واجب أي سلطة عندما تجد نقمة شعبيّة كبيرة على الحكم أن تلجأ إلى خيار الإنتخابات، لا أن تضرب كل أسس الدولة من أمن وقضاء وسيادة".
ولفت سعد أن "رحيل السلطة القائمة ليس بعيد المنال، والشتاء المقبل لن يمر بخير عليها، ولحظة الإنفجار الشعبي آتية لا محالة، خصوصا في ظلّ استمرار التدهور الاقتصادي وارتفاع الدولار، واليوم لا يوجد أيّ بيئة بمنأى عن تداعيات الجوع، ونشاهد تحركات شعبيّة في مختلف المناطق اللبنانيّة، ومن الطبيعي أن تتصاعد في الأشهر المقبلة، ولم نرَ ايّ تدبير حكومي يدلّ على أنها واعية لما يحصل وهي قاصرة عن حكم البلاد".
وفي الختام، أكد سعد أن "ثقتنا بالجيش اللبناني والقوى الأمنية كبيرة جدًا، ولن يسمحا بحصول ضربة كفّ في الشارع، ولا سمح الله اذا أصبحت الدولة غير قادرة على ضبط الأمن فعلى الدنيا السلام، ولن نخضع لحزب الله لتفادي الخضات الأمنية".