لا إستقالات في صفوف تيار "المستقبل" رغم وجود اصوات داخل الكتلة تطالب بتسجيل موقف سني مدو لرفض هذه السلطة وهذه الحكومة وللقول لا في وجه تحالف "حزب الله" عون- باسيل.
وتقول معلومات من داخل "تيار المستقبل" ان الرئيس سعد الحريري ليس متحمساً لأي خطوة متسرعة، وان الاولوية اليوم للانتهاء من تداعيات المأساة الكبرى، والتي ان ضربت بقسوة فإنها ضربت بيروت ومعالمها و"الحلم"، الذي راهن عليه وسعى اليه الرئيس رفيق الحريري. ويعتبر الحريري ان النقطة الفاصلة لأي خطوة كبيرة، هي ترقب ما ستقوم به الحكومة لجهة المحاسبة وتحديد المسؤوليات واي تهاون او تجهيل للفاعلين سيقابل برد قاس سياسي وشعبي. وتكشف المعلومات ان الحريري ابلغ كل من راجعه انه لا يغطي احداً ولن يساوم على دماء الشهداء واهل بيروت.
في المقابل حسم رئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أمر عدم الاستقالة. وهو أسر لمقربين منه وفق المعلومات انه بقدر عدم ثقته بالتحقيق الداخلي وبإدارة جبران باسيل للبلد بدعم مطلق من "حزب الله"، لا يثق بأي طرف خارجي ولا سيما ان المصالح الكبرى قد تطغى بين الاميركيين والايرانيين.
ويؤكد جنبلاط ان وجوده في مجلس النواب والشارع هو نوع من المقاومة السلمية السياسية وهو لا يريد الصدام مع احد ولكنه سيقاوم سياسياً كل الضغوطات والحصار الذي يتعرض له. لذلك يعتبر ان خطوة الاستقالة النيابية ناقصة، اذا لم تكن جماعية، واذا لم تؤدي الى حل مجلس النواب بالكامل واجراء انتخابات جديدة وقانون جديد، لا معنى لها.
في المقلب الآخر "القوات" اللبنانية بدورها كقوة معارضة ومسيحية فاعلة لن تفرط بنقاط القوة ولن تخلي الساحة شعبياً وجماهيرياً ونيابياً ومسيحياً لجبران باسيل، ولن تسلم بالامر الواقع، وترى ان إنفجار المرفأ هو نقطة تحول فاصلة لرحيل كل هذه الطبقة السياسية الحاكمة واعادة تكوين سلطة جديدة لذلك الاستقالة النيابية غير مطروحة راهناً وكله متعلق مستقبلاً بالتطورات.
اما على مستوى استقالة النائب مروان حمادة والنائب بولا يعقوبيان ونواب الكتائب الثلاثة سامي ونديم الجميل والياس حنكش، فتقول اوساط نيابية بارزة في تحالف "حزب الله" و8 آذار انها خطوة سياسية بإمتياز وإنها تعتبر عن رفض للواقع القائم وهذا خيار ديمقراطي وسياسي مشروع بغض النظر عن التوقيت والاهداف غير المعلنة.
وتشير الى ان هناك آليات لهذه الاستقالة من ضمن مجلس النواب حيث يفترض ان تعرض على الهيئة العامة وتدرس ويبت بها ومن ثم يصار الى الدعوة لانتخابات فرعية في وقت مناسب وغير الوقت الحالي.
وترى الاوساط ان هذه الاستقالة ان لم تكن جماعية وواسعة، لن تغير من التوازنات السياسية داخل مجلس النواب او تشكل خطراً على ديمومة واستمرار المجلس الحالي ولا سيما ان هناك من يطالب بإنتخابات نيابية مبكرة ليست متوفرة راهناً.
اما على جبهة النواب المستقلين، فتتردد معلومات عن توجه لإستقالة جماعية للنواب المستقلين والذين كانوا يعدون كما اوردت "الديار" قبل اسابيع لانشاء تكتل نيابي مستقل. وفي هذا الإطار كشف النائب العميد شامل روكز لـ"الديار" عن إجتماع لكل النواب المستقلين اليوم للتشاور واتخاذ القرار النهائي والحاسم، وكل الاحتمالات واردة اكان الاستقالة الجماعية او الاستمرار بالعمل النيابي واتخاذ الخطوات اللازمة لمواصلة النضال السياسي في اتجاه التغيير.