كشف تقرير أعدته جهة دوليّة متابعة للوضع في لبنان أن ثمّة فخّا ينصب للمسيحيين في لبنان قد يتسبب بارتدادات سلبيّة عليهم، من جرّاء أخذهم إلى خيارات متطرّفة، قد تنتهي بهجرة إعداد كبيرة ممن تبقى منهم، وإنهاء دورهم الفاعل في وطن كانوا هم دعامته، وكانوا في طليعة من عملوا لقيام دولة لبنان الكبير العام ١٩٢٠.
ويضيف التقرير أن هناك جنوحا لأخذ المجتمع المسيحي نحو أُحادية فكرية وسياسية، تبدّى بخطّة محكمة وممنهجة تبدأ بضرب "العونيّة السياسية" التي أعادت شيئا من التوازن الواقعي إلى الحياة العامّة من خلال تفاهم "مار مخايل" من خلال "شيطنة" رئيس الجمهوريّة ميشال عون وكسر هيبته في الشارع المسيحي بتجنيد إعلاميين ووسائل اعلام مختلفة وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحطيم صورة "التيار الوطني الحر" ورئيسه جبران باسيل وتسويقها. ويقود هذه الحملة حزب مسيحي فاعل، وفصيل من قوى ١٤ آذار، وبعض الناقمين على التيار والذين باتوا يلقون رعاية خاصة من جهات خارجية، وعدد من المنظّرين. وقد تمكّن هؤلاء، الذين لاقوا مؤازرة من سفارات غربية، وعربية، من استمالة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في محاولة واضحة لمحاصرة الرئيس عون وتياره، وتخييره بين امرين:
١‐رفع الغطاء الرسمي عن "المقاومة"، والرضوخ للشروط الأميركيّة بتوطين الفلسطينيين، والقبول بدمج النازحين السوريين بالمجتمع اللبناني، ونزع سلاح حزب الله ولو عنوة.
٢‐تكثيف التصويب عليه وحصاره وإضعاف تياره، وسلبه مقوّمات المناعة السّياسية التي تنتزع منه مشروعيّة التمثيل المسيحي لمصلحة قوى متطرّفة في الصفّ المسيحي.
وختم التقرير مبديًا الخشية من أن تؤدّي هذه الخطّة إلى تصدّع في العلاقات المسيحية-الشيعية، بسبب الخلاف على التبعيّة الخارجيّة للغرب أو الشرق، وأن يتسبب ذلك بصدامات، قد تفضي إلى هجرة غير مسبوقة للمسيحيين في لبنان، خصوصا أن كنائس في الغرب في كندا واوستراليا، وبلدانا اسكندنافيّة فتحت أبواب الهجرة إليها أمام اللبنانيين، ولاسيما المسيحيين منهم.