لم تستوعب المستشفيات اللبنانية هول الصدمة التي حصلت جراء الانفجار في المرفأ، وكان عليها أن تلملم جراح أكثر من ستة آلاف شخص تراوحت اصابتهم بين متوسطة وبليغة، لم يكن هذا المشهد مألوفا فالكثير من المصابين إنتظر ساعات أمام أبواب المستشفيات ليجد من يعالجه.
لم يهدم الإنفجار الأبنية في بيروت وضواحيها فحسب بل خرّب المستشفيات فتوقفت ثلاثة منها عن العمل، نظرا للأضرار الكبيرة التي أصابتهم ومنها مستشفى القديس جاورجيوس "الروم"، مستشفى الورديّة، ومستشفى الجعيتاوي الذي سلم قسم غسيل الكلى فيه من الأضرار، وأمام حجم المصيبة سارعت الدول الى ارسال مستشفيات ميدانية للمساعدة. وفي هذا الاطار يشير نقيب المستشفيات سليمان هارون الى أن "المستشفيات اللبنانية استطاعت أن تستوعب ضخامة الصدمة التي ألمّت بالوطن وتمكّنت من معالجة جميع الجرحى الذين أصيبوا، واليوم هناك قسم كبير منهم خرج من المستشفيات"، مشيراً في نفس الوقت الى أننا "لسنا بحاجة الى مشافٍ ميدانية بل الى مساعدات في المستلزمات الطبية".
المستلزمات الطبية
بدورها مصادر وزارة الصحة تشير الى أن "هناك خمس مستشفيات ميدانية أجنبية وصلت الى بيروت بعد الإنفجار، وهي المستشفى الميداني الروسي مركزه المدينة الرياضية، الاردني في تلّ الزعتر، الايراني في الحدث، المغربي والقطري في الكرنتينا"، لافتة الى أن "المستشفيات اللبنانيّة أسعفت الجرحى ولكن فائدة المستشفيات الميدانية هي أنها تحلّ مكان المستشفيات اللبنانية التي تضررت بالكامل كالروم والوردية والجعيتاوي".
دور المستشفيات الميدانية
تشير المصادر الى أنّ المستشفيات الميدانية الاجنبية تقوم بمعاونة المستشفيات الحكومية، كوجود الفريق الروسي في مستشفى بعبدا الحكومي، الفريق الاردني في المستشفى العسكري في بدارو"، مشيرة الى أن "المشكلة التي لا تزال موجودة هي النقص في المستلزمات الطبية والادوية"، نافية في نفس الوقت "كلّ الكلام عن أنه وصلتنا مساعدات هي عبارة عن "كمّامات" وتم بيعها لأنه في الأصل لم يصل هذا النوع من المساعدات، وللعلم لبنان بلد يمكن أن يصدر "كمّامات" الى الخارج لأنّ الكمّية التي تصنع هنا باتت كبيرة جدا".
مسح لاضرار المستشفيات
يعود سليمان هارون ليتحدث عن المستشفيات التي تضررت أو تهدّمت، مشيراً الى أن "مالكيها بدأوا بالوقت الحاضر بعملية إصلاح الأضرار التي لديهم"، مشددا على أننا "طلبنا من كل المستشفيات أن تجري مسحاً ميدانياً للأضرار التي حصلت لديها وأن تقوم برفعها الينا، وبناء على التقرير نتحرّك ونرى كيف سنؤمّن المساعدات الخارجية، التي يمكنها أن تؤدي بنا الى اعادة النهوض من جديد واصلاح ما تضرر واعمار ما تهدّم".
في المحصّلة لن تكون رحلة اعادة اعمار المستشفيات أو اصلاح الاضرار التي حصلت بداخلها، سهلة، ويبقى التعويل الاساسي على المساعدات الخارجية التي ستصل الى لبنان والتي يمكن أن تساعد مادياً، ولكن لن تستطيع ازالة الجرح المعنوي الذي خلّفه الإنفجار "الزلزال".