ترأس راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر قداسا الهيا في منطقة مار مخايل – النهر. وأوضح أنه "في هذا المكان الذي نقيم القداس فيه في الشوارع والأحياء، كشف الشر عن وجهه، وقتل الأبرياء والأحبة وقضى على جنى العمر، واخترنا أن نحتفل بالقداس هنا لأننا سننتصر بالمحبة والخير والغفران وسنستمر بالتعاضض"، معتبرا أن "الشهداء أحياء بقلب الله وهم حاضرون معنا في هذا القداس، غيابهم مر وموتهم شقاء لا يحتمل، ونحن نشتاق إليهم ونبكيهم، لكننا لا نيأس ولن نذهب من هذه المباني والشوارع الذين ماتوا فيها بل سنبقى ونتعلق أكثر بالشوارع التي امتلأت بدماء من نحب، لن نترك هذه المنطقة بس سنتمسك بها أكثر".
واعتبر أن "هناك من يسأل أين كان يسوع وأمه مريم حين حصل الإنفجار، لماذا لم يخلصوا الأموات من الموت، وأنا أقول له بأنني متأكد من أن الله يحب كل إنسان، بل مغرم بكل انسان، وأنا متأكد من غرام الله في كل شخص فينا، وهو اختبار أعيشه، ربنا وأمه مريم والقديسين، كانوا أمام مستشفى أوتيل ديو، ومستشفى السان جورج، وكانوا واقفين مع الواقفين في الجعيتاوي، يحملان دم الشهداء والجرحى، وكانوا على مدخل سيدة الوردية يحمون الناس من هبوط المستشفى على رؤوس من فيها".
وشدد على أن "الإنسان يميت أخاه الإنسان، لكن الرب يعطيه الحياة ويسكنه في قلب الله حياة أبدية دون نهاية، نحن نبكي شهداءنا لكن علينا أن نفكر أن الله وضعهم في قلبه، وكل ما نبكيهم هم غارقون بمحبة الله ولا حياة أجمل من هذه الحياة".
وتوجه إلى المسؤولين، سائلا: متى ستتغيرون؟ متى ستتوقفون عن الكذب؟ هل بكيتم على الشهداء؟ هل ستقفون الإستنكار بتصاريح ؟ هل ستعملون بصمت لكشف حقيقة ما حصل وفاعليه؟ لا تضحكوا علينا، نحن نريد الحقيقة، هل تشعرون بغضب الناس؟ هذا الغضب الذي يجعلكم لا تخرجون من بيوتكم الا مع جيش من الأزلام لتحميكم.. عادوا الى نفس الكلام والخطاب والسجالات غير المجدية، وأسألهم: متى ستتغيرون؟ من يجب أن يموت حتى تتغيروا وتصبحوا مسؤولين؟ متى ستتخلون عن عقائدكم الطائفية والسياسية وقناعاتكم ووطنيتكم الزائفة المزورة؟".
وقال المطران: "أنتم المسؤولون في بلادي، أريد والشعب يريد أن يعرف ما الذي حصل وعلى يد من، ونريد أن نعلي صوتنا، فالذي يميت الشعب روحيا أو نفسيا أو جسديا يجب أن يتحاكم أمام محكمة دولية"، وتوجه "لمن يتسلل بالعتم، يا من يجرب تغيير وجه المنطقة وتاريخها وتقطعوا جذورها، قفوا، لا تستغلوا وجع الناس وضيقتهم، لأن ما تفعلونه شر، لم تخدموا من فقد بيته، بل تسلبونه إياه، وهو شر ولا أخلاقي، ومن الأفضل أن تساعدوه ليرمم بيته ويسكن بين أهله، لا تغيروا وجه المنطقة".