كشف مصدر إيراني مطلع سبب زيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف للبنان، موضحاً أن ظاهرها إثبات الوجود بعد كارثة تفجير مرفأ بيروت، وباطنها تسليم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله رسالة من المرشد الأعلى السيد علي خامنئي مفادها أن ميزانيته الخاصة و"صندوق الذخائر الاستراتيجية" مفتوحان أمامه بلا حدود، وطمأنته إلى أن العقوبات الأميركية لن تعطل الدعم المالي والاقتصادي للحزب، وأن عليه ألا يهتم بغير التفكير في كيفية خروجه من الأزمات السياسية التي يعانيها.
المصدر، الذي رافق الوزير في رحلته، قال لصحيفة "الجريدة" الكويتية، إن ظريف أكد لنصرالله أن المرشد طلب منه نقل هذه الرسالة شفهياً، وأنه سيقوم بدعم الحزب من ميزانيته الخاصة دون حدود، وأمر بتأمين مبلغ يعادل مليار يورو قريباً، إلى جانب تكليفه الحكومة تأمين كل ما سيحتاجه من دعم مالي للوقوف أمام المشروع الأميركي - الصهيوني في لبنان.
ووفق المصدر، فإن ظريف أخبر نصرالله أن عدم إعلان هذا الموضوع سببه الخشية من امتعاض داخلي في إيران لاسيما مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها شعبها، داعياً الحزب إلى عدم القلق، لأن هناك صندوقاً للذخائر الاستراتيجية كانت إيران قد احتفظت به يمكنه تأمين ما تحتاج إليه من موارد مالية أجنبية مدة تزيد على 10 سنوات حتى لو لم تبِع قطرة واحدة من النفط، لكن صرف أي مبلغ من هذا الصندوق مرهون بموافقة المرشد.
وحسب المصدر، مازح ظريف نصرالله بقوله: "إنكم عزيزون على المرشد لدرجة أنه أمر حتى بفتح هذا الصندوق لحزب الله في حين أن الحكومة تترجاه للسماح باستخدام موارده، لكنه يعطيها بالقطرة"، مبيناً أن خامنئي أمر كذلك بصرف كل ما يحتاجه الحزب من موارد مالية في الظروف الحالية (بعد تفجير ميناء بيروت) من الأموال التي يشرف عليها شخصياً، وليس حتى من صندوق الذخائر الاستراتيجية، الذي قدرته السفارة الأميركية في بغداد منذ سنتين بنحو مئتين وثمانين مليار دولار، إضافة إلى 200 مليار أخرى تملكها "مؤسسة المستضعفين" المصادرة من الشاه وحاشيته.
وأكد المصدر أن المرشد أمر المؤسسة بصرف أي مبالغ يحتاجها الحزب من أرصدتها في خارج إيران.