لم تتوقف الاتصالات بين مختلف المقار السياسية والحزبية وفي عز الازمات يبقى هناك فسحة ضوء ويعمل الوسطاء والاصدقاء المشتركون على نقل الرسائل والهواجس بين الخصوم والناس في لبنان يعرفون بعضهم والابواب لا تغلق في وجه احد.
هكذا يلخص مرجع حزبي بارز في 8 آذار لـ"الديار" المشاورات الحكومية الجارية. ويؤكد المرجع ان هناك حالة من عدم الثقة والتشنج والتوتر بين الاقطاب والقيادات الكبرى ولا سيما بعد تفجير مرفأ بيروت وهو الجو الذي عبر عنه الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عندما ركز على مسألة إفراغ السلطة والمؤسسات وصولاً الى الفراغ والذي يمهد للحرب الاهلية التي يعمل عليها اكثر من طرف داخلي وخارجي.
ويلفت الى ان هذه الصفحة طويت فلا استقالة لرئيس الجمهورية وهو أكد عليه الرئيس ميشال عون امس الاول في مقابلته المتلفزة ، ولا إستقالة لمجلس النواب والانتخابات الفرعية ستجري وفق منطوق الدستور وفي وقتها والحكومة ستشكل وفق المواصفات التي حددها السيد نصرالله وهو يعبر عن فريق الاكثرية وحلفاء المقاومة الواسع في لبنان.
ويقول المرجع وحسب المعلومات المتوافرة ان كل المساعي الخارجية والتي يحكى عنها لم تصل الى نتيجة، ورغم إتصال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني وبالرئيس الاميركي دونالد ترامب وبالاقطاب اللبنانيين، الامور على حالها ولا تقدم البتة.
ويلفت المرجع الانتباه الى ان اي بحث في اي حكومة يبدأ من تحديد هوية رئيسها وهو امر لم يحصل بعد.
فالرئيس سعد الحريري الذي تردد اسمه في الاعلام لم يُطرح في المشاورات بشكل جدي او حاسم اولاً، لانه لم يحسم امره وهو لن يقدم على اي حكومة من دون غطاء سني واسع اي سعودي ومعه الامارات ومصر ، ويبدو ان مواقف السعودية منسجمة مع مواقف الاميركيين اي حكومة حيادية او مستقلين اي بصريح العبارة استبعاد "حزب الله" عن الحكومة وتهميش دوره وحجمه في السلطة التنفيذية والحياة السياسية اللبنانية.
ويشدد على ان اذا كان الحريري يفكر في حكومة من دون "حزب الله" او حكومة حيادية او تكنوقراط او حكومة مشابهة لشخصيات في حكومة الرئيس حسان دياب المستقيلة فلا "يعذب" حاله. واذا صح ان لديه شروطاً مماثلة فيرى المرجع ان عليه ان يسمع ما قاله السيد نصرالله منذ ايام وهو كلام موجه لاي رئيس حكومة مقبل ويريد ان يتكلف ويؤلف.
ولهذه الاسباب يقول المرجع ان اسم رئيس الحكومة لم يحسم ولم يبحث فيه جدياً بعد والاتصالات جامدة عند هذا الحد.
ويتابع: الاتفاق على اسم رئيس الحكومة يعني تسهيل النقاش في شكل الحكومة وهي لن تكون حيادية او مستقلة بل سياسية من حزبيين او غير حزبيين مع رعاية سياسية من القوى الاساسية. وحتى لا تتكرر تجربة بعض وزراء حكومة دياب الذين استقالوا بفعل ضغط شعبي وجراء تداعيات انفجار بيروت. اذ يفترض بأي وزير ان يصمد ويتصدى لاي مشكلة لا ان يهرب من المسؤولية عند اي استحقاق كما جرى عندما استقال الحريري في 29 تشرين الاول الماضي.
ويؤكد المرجع ان لا عودة الى تجربة اللون الواحد والتي اوصلنا اليها قسرياً الرئيس الحريري عندما استقال اولاً، وعندما استمع الى السعودية والاميركيين ثانياً، ورفض تشكيل حكومة سياسية ولو من دون حزبيين، وأصر على استبعاد "حزب الله" والنائب جبران باسيل.
ويشير الى ان الرهان اليوم هو على حلحلة في المواقف. فوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أكد ان الحكومة المقبلة لن تأتي غصباً عن اللبنانيين ولن تكون خارج إرادة الاكثرية و"حزب الله". بدوره السيد نصرالله أكد ان لا حكومة يكون "حزب الله" خارجها وان الحكومة غير السياسية ليست مقبولة وبالتالي بعد تحقيق هذين الشرطيين نكون امام جهد اضافي لتشكيل الحكومة.
وفي مقابل التشدد الذي يبديه "حزب الله" في الملفات الداخلية ولا سيما ان هناك من يدفع الى الحرب الاهلية والفراغ وجر المقاومة وحلفائها الى صراع داخلي، يقابل الاميركيون هذه المواقف بتشدد ايضاً وبفرض شروط يعرف الاميركيون وحلفاءهم انها لن تتحقق بعد 100 عام.
لذلك يتوقع المرجع ان يكون هناك صعوبات حكومية كبيرة ، ولا امكانية لتشكيل حكومة جديدة في المدى المنظور الا اذا حدث تطور مفاجىء او اتفاق اميركي- ايراني- سعودي على غرار اتفاق العراق والا الامور مستمرة بحكومة دياب وتصريف الاعمال حتى الربيع المقبل اي بعد استلام الرئيس الاميركي الجديد زمام الامور في البيت الابيض وتاريخ نضوج اي اتفاق اميركي-ايراني –سعودي جديد.