حملت كلمة رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل جملة رسائل الى الداخل والخارج اللبناني في لحظة تكاد تكون مصيرية بالنسبة للبنان والمنطقة، وهو شدّد مجددا على موضوع التحالف مع "حزب الله" في الأمور الاستراتيجية في حين لوّح "بالطلاق" الداخلي معه في موضوع مكافحة الفساد. وكلّ هذا الكلام يأتي على وقع حراك دولي فرنسي غربي لمساعدة لبنان، وعلى ضوء زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل الذي كان لافتا عدم لقائه باسيل وعلى وقع مشاورات لمحاولة تأليف حكومة.
"كلمة باسيل الهدف الاساسي منها هو أن يستوعب الشارع، الّذي أصبح في مكان آخر". هذا ما يؤكده المحلّل السياسي جوني منيّر عبر "النشرة"، لافتا الى أن "البارز في زيارة هيل عدم لقائه باسيل، ومن يتحدث عن الزائر الأميركي "التسووي" لا يمكن الا وان يتذكر ما قام به عندما كان سفيرا في لبنان وسافر الى الولايات المتحدة في محاولة لتحسين شروط التفاوض من أجل ميشال عون". هنا يرى منيّر من "الواضح أن عدم اللقاء يحمل رسالة مفادها أن القرار اتخذ بوضع العقوبات على باسيل". هذا ما يؤكّده بدوره الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة، مشيرا الى أن "باسيل اختار التقارب مع حزب الله في الموضوع الخارجي وتحدّث عن "طلاق" في الداخلي وربما قصد بها الفديرالية والأيام المقبلة كفيلة بإظهار مدى صوابيّة خياراته".
في الشأن الحكومي، يعتبر حمادة أن "رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري لا يرى جدوى من التوجّه الى قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون قبل التكليف لأنّ ليس لديه شيء يقوله لعون، كما أن الأخير هو من يحتاجه في هذه المرحلة"، مضيفاً: "الحريري يعتبر أنه لا يستطيع أن يرأس أي حكومة فيها باسيل، او يحصل فيها "حزب الله" على وزارات استراتيجيّة، لأنّ هذا الامر سيجعل أبواب الدعم الاقتصادي للبنان مقفلة". في المقابل يعتبر منيّر أن "الثنائي الشيعي يريد أن يترأس سعد الحريري الحكومة المقبلة لأسباب عدّة أهمها قضيّة المحكمة الدوليّة، وقدرته على ضبط الشارع السنّي والأهم أنّ لديه علاقاته الدولية وباستطاعته مخاطبة المجتمع الدولي".
في المقابل يعتبر منيّر أنه "وفي ظلّ هذه الأجواء فإنّ الإنفجار الذي حصل في مرفأ بيروت أدى الى فكّ الحصار الإنساني عن لبنان وليس الحصار السياسي"، مشيرا الى أن "رسالة الغرب الى اللبنانيين واضحة، اذ لا اموال قبل اجراء الاصلاحات المطلوبة". فيما علي حمادة يعتبر أن "لبنان لا يزال في حالة عزلة سياسيّة وكل ما حصل لناحية المساعدات هو مجرد تضامن انساني مع لبنان أمام هول الكارثة التي حلّت به".
في المحصّلة لا يزال لبنان على موعد مع أشهر "حامية" قبل التوصل الى التسوية التي يعوّل عليها كثيرون لفك الحصار على لبنان، وطبعا تشكيل حكومة جديدة قد يكون من ضمن التسوية. فهل نحن على بعد اسابيع من ولادة حكومة جديدة؟!.